مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يتفق متّى ومرقس ولوقا على الخطوط الأساسية لهذا الحدث المتمثّلة بتحضير يسوع له، وحماس التلاميذ وهتافاتهم المسيحانية، ودخول يسوع المسيح إلى الهيكل وطرد الباعة منه. كما يتّفقون أنه بيسوع تمّت نبوءة زكريا “مَلِكُكِ يأتيك... راكبًا جحشًا...” (زك 9: 9).

وصل يسوع إلى أريحا وقاد المسيرة أمام تلاميذه إلى أورشليم التي اقترب منها لكنها لم تزل بعيدة. أراد أن يدخل أورشليم كمَلِك ومسيح، فتوجّه لتوّه إلى الهيكل حيث تتركز كلّ المؤسسات السياسيّة والدينيّة. لكنّ لوقا لا يُظهر الآثار السياسية لهذه الزيارة، بل يضعها تحت راية الإيمان الفصحيّ، وتتميم النبوءات المسيحانيّة. يتمّ الحدث في دائرة التلاميذ، فهم الذين يحضّرون الزيارة، ويُصعدون يسوع على الجحش، ويضعون أرديتهم عليه، ويستولي عليهم الفرح، ويسبحون الله وينشدون... وكأننا في ليتورجية تحتفل بمُلكِ الله.

~ تأمل في النص ~

في إشارة إلى رسالته المسيحانيّة التي يتمّمها في المدينة المقدّسة (مز 118: 25 – 26)، لا يرفض يسوع التكريم لأنه تمجيدٌ للأعمال العظيمة التي حقّقها الله لشعبه بواسطة مسيحه يسوع “الآتي باسم الربّ” (آ 38؛ راجع 5: 18، 8، 46). كان المعمدان قد أرسل يسأل يسوع إن كان هو “الآتي” (لو 7: 19 – 20)، فكان الجواب من خلال “القوّات” التي تمّمها للشعب (لو 7: 21 – 22). وها تلاميذه يعلنون أنّه “الملك الآتي باسم الربّ”، لكنّ مملكته ليست من هذا العالم، إنّه ملك “السلام في السماء والمجد في الأعالي”، (آ 38؛ راجع أف 2: 14 – 18). أمام ذلك، يتدخّل الفرّيسيّون مستهجنين (راجع 5: 30؛ 6: 2) طالبين من يسوع إسكاتهم، فيجيبهم بأنّ أعمال الله الخلاصيّة لا بدّ أن تُعلن، فإن سكت التلاميذ ستصرخ “الحجارة” مع كونها علامة الموت والصمت المطبق.

~ الفكرة الرئيسة ~

ستصرخ الحجارة هاتفة بخلاص الله. لكنّ يسوع سيكون وحيدًا متروكًا في أثناء الآلام وسينسى تلاميذه والجموع هتافاتهم هذه بانتظار مجد القيامة.

~ صلاة ~

يا أيها الملك الذي دخل أرضنا متواضعًا، أملك على حياتنا واجعلنا نقبل نمط مُلكِكَ سبيلاً لرفعتنا، واثقين بقدرتك الوديعة على قلب الموازين وعلى إحقاق العدل بالرحمة. آمين.

~ قرار اليوم ~