مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يعلن بطرس باسم التلاميذ أنّهم سمعوا كلمة الله وطبّقوها بأن تركوا كلّ شيء وتبعوه. فيعلن له يسوع، ومن خلاله لكلّ الجماعة المسيحيّة، أنّ الفرح في هذا الزمان وفي الزمن الآتي هو نصيب من كان لهم الشجاعة على أن يراهنوا بكلّ شيء عليه هو.

وكأنّ بطرس وجد ما يفتخر به مع الرسل الآخرين، فأعلن باسمهم جميعًا قد “تركنا”... و”تبعناك”. ترك الرسل “كلّ شيء” كما كان يسوع قد طلب من الذين يريدون أن يتبعوه. تركوا الأحباب كما تركوا الأملاك. فيصوّب يسوع: “من أجل الملكوت” “فعلتم ذلك وستنالون في هذا الزمان أضعافًا كثيرة وفي الدهر الآتي الحياة الأبديّة”.

ذهابه إلى أورشليم يبقى “الهدف” وسيكون هو “تمام” الكتب. في مجيء يسوع إلى الأرض تمّم النبوءات، وفي آلامه وموته سيتمّمها أيضًا.

~تأمل في النص ~

تقدِّم الحياة المسيحيّة نوعيّة جديدة من العلاقات، ضمن عائلة روحيّة هي العائلة الكنسيّة. مع أهميّتها، يمكن للعائلة الجسديّة أن تتحوّل إلى حاجز أمام الانفتاح التام والاستعداد الكامل للالتزام برسالة الإنجيل. في هذه العائلة الكنسيّة الجديدة شراكة تامة في الأمور الروحيّة كما في الخيرات الماديّة والاجتماعيّة، مع ما يتطلّبه ذلك من صعوبات ومحن.

منذ بداية الإنجيل وظلّ الآلام حاضر، تأملّت مريم الآلام من خلال نبوءة سمعان الشيخ وأعلنها يسوع في بدء رسالته. مصيره هو مصير “العبد المتألّم” الذي كتب عنه أشعيا، وتنبأ الأنبياء بأنّه “سيُسلم إلى الأمم”، وتتلاعب به قوى الظلم والشرّ، ويهينون كرامته قبل أن يهينوا جسده جلدًا وصولاً إلى القتل. إنّه مصير أنبياء الله، ومحبّيه، ومحبّي البشر. لكنّ الغلبة ليست لقوى الظلم والظلمة لأنّ القيامة هي خاتمة الأحداث.

~الفكرة الرئيسة ~

القيامة هي زمن انفتاح الأذهان والقلوب لفهم سرّ الآلام والموت، ومعنى النبوءات والكتب.

~صلاة ~

أمام ما يحصل عليه “أهل العالم” من غنى وسلطة وتلبية رغبات، نتساءل أمامك يا رب: ونحن ما الذي نحصل عليه؟ اجعلنا نذكر أن نصيبنا الأول هو كوننا أعضاء في جماعتك، عائلتك، وأن نصيبنا النهائي هو اتحادنا الأبديّ بالله الخالق. آمين.

~قرار اليوم ~