مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

عندما رأى بنو إسرائيل الخلاص العظيم الذي صنعه لهم جدعون، طلبوا منه أن يؤسس لعائلته سلالة ملكية وأن يجعل نظام الحكم ملكيًا. رأى جدعون أن الملك هو الله، ويجب أن يبقى. لكنه اقترح عليهم أن يُقدِّموا له الذهب والفضة التي اغتنموها من المحاربين الأعداء. وعندما قدموها صنع لهم منها صنمًا ووضعه في مدينته، ما يعطيها اسمًا كبيرًا ونوعًا من السلطة المعنوية. علّق الكاتب على هذا التصرف بأن بني إسرائيل وقعوا في خيانة الربّ كون الصنم كان لهم فخًا. يبدو أن رفض جدعون السلطة كان فقط ظاهريًا، لأنه بهذه الطريقة، اصطنع لنفسه سلطة ليس مصدرها الله بل الوثنية. كان هذا آخر نشاط يقوم به جدعون قبل أن يموت. كنا نحب أن يكون إنجازه الأخير على الأقل منسجمًا مع العمل الخلاصي العظيم.

~ تأمل في النص ~

نرفض أحيانًا السلطة وننتقد الحكام الذين يمارسونها لكن فقط ظاهريًا، ففي داخلنا شهوة باطنية للتسلط على الآخرين، ونُشبع هذه الشهوة باصطناع سلطة لنفوسنا عن طريق الدين. بكلام آخر، نستخدم الدين، أو المركز الديني لممارسة سلطة على الناس وندّعي أن السلطة للرب. هذه كانت ديانة الفريسيين في العهد الجديد. نحن نحتاج أن نتوب عن مثل هذه التصرفات، ونعيش كخدام للآخرين وليس أن نتسلط عليهم؛ ونستخدم الدين لمساعدة الآخرين على الخروج من سجونهم والتحرر من قيودهم وربما التي قيدهم الدين بها. هكذا سلك المسيح، فما دان أحد، ولم يتسلط على أحد، ولم يفرض أمرًا على أحد، بل كان يخدم الجميع، من كل الأعمار ومن مختلف الطبقات الاجتماعية والخلفيات الدينية. ولننتبه إلى آخر إنجاز في حياتنا، فهو الذي يبقى في ذهن الناس. فإن لم يكن بالإمكان أن نجعله أفضل، لنجعله على الأقل منسجمًا مع خدمتنا.

~ الفكرة الرئيسة ~

الدعوة الدينية بحسب المسيح هي دعوة إلى الخدمة وليس إلى الحكم والتسلُّط.

~ صلاة ~

إلهي! ساعدني أن أكف عن ممارسة أي نوع من الحكم والدينونة على الآخرين، وأن أتقدم في خدمة الآخرين.

~ قرار اليوم ~