مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

دينونة الصليب(يوحنّا12: 31-36)

~النص البيبلي~

31اليومَ دَينونَةُ هذا العالَمِ.واليومَ يُطرَدُ سيِّدُ هذا العالَمِ.32وأنا متى اَرتَفَعتُ مِنْ هذِهِ الأرضِ، جَذَبتُ إليَّ النّـاسَ أجمعينَ”.33قالَ هذا مُشيرًا إلى الميتَةِ الّتي سيَمُوتُها.34فأجابَهُ الجَمعُ: “علَّمَتْنا الشَّريعةُ أنَّ المَسيحَ يَبقى إلى الأبَدِ.فكيفَ تَقولُ:لا بُدَّ لاَبنِ الإنسانِ أنْ يرتَفِـعَ؟ فمَنْ هوَ اَبنُ الإنسانِ هذا؟”35فقالَ لهُم يَسوعُ: “سيَبقى النُّورُ مَعكُـم وقتًا قليـلاً، فاَمشُوا ما دامَ لكُمُ النُّورُ، لِئَلاَّ يُباغِتَكُمُ الظَّلامُ.والّذي يَمشي في الظَّلامِ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَتَّجِهُ.36آمِنوا بالنُّورِ، ما دامَ لكُمُ النُّورُ، فتكونوا أبناءَ النُّورِ.

~شرح النص~

ساعة الصلب، عند يوحنّا، هي ساعة دينونة:إبليس هُزم وليس له من سلطان بعدُ على الناس.لا يُهزَم غدًا، ولا حتّى“اليوم”، بل“الآن” (بحسب الترجمة الحرفيّة).سلطان الظلام لا قوّة له من بعد على النفوس، لأنّه بالصليب حصل الخلاص.بسلطانه المعهود، سلطان“كلمة الله الذي كان في البدء عند الله”، يعلن يسوع أنّ إبليس، سيّد هذا العالم، مصدر الشرور، قد لاشى سلطانه.والمصلوب يجذب إليه الجميع:المصلوب المنتصر!لغة الصليب، لغة ارتفاع وارتقاء.أضحى المؤمنون بيسوع في عصر النور.غير أنّ النور، وإن كان نعمة مجّانيّة، إلاّ أنّه يحتاج إلى قرار:أن يسير المؤمن على هَديه.النعمة لا تلغي القرار، بل تُكمّله.من هنا نداء يسوع: “آمنوا بالنور”.النور إنّما هو نفسه الذي جاء العالم نورًا.والمؤمنون مثل معلّمهم، يضحون هم أنفسهم أبناء النور.يشتركون في انتصاره ونوره، إن شاؤوا.

~تأمل في النص~

يطرد يسوع سيّد هذا العالم خارجًا.تعساء، نحن المسيحيّين، إن لم نؤمن بحقيقة كهذه.يسوع أقوى، بل هو“الأقوى”.هكذا أعلن المعمدان يومًا ما: “يأتي من بعدي من هو أقوى منّي”.وهكذا لا نملّ من الترنيم في ليتورجيّاتنا: “قدّوس الله، قدّوس القويّ…”.أبناء النور ما من دينونة لهم، بل لهم الحياة.يوم الدينونة، لا يخافون أن يقبلوا إلى النور، لأنّ أعمالهم كلّها صنعت في النور.ما أجمل أن أهتف عاليًا:أنا ابن النور!أدري أين أسير، أمشي واثق الخطى، لا أعثر لأنّ الله معي وأنا معه.إلهي قويّ، ينقذني من الظلمة،“يضيء سراجي وينير ظلمتي” (مزمور18).حيث لا نور، هناك الخوف.وفي الخوف لا أتقدّم.في حين أنّ إلهي لا ينفكّ يدفعني إلى الأمام:تقدَّم، لا تخف!أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة!

~الفكرة الرئيسة~

الصليب ساعة انتصار على إبليس.والمصلوب نور لمن يؤمن به.

~صلاة~

أنت نوري يا ربّي، عساي أن أمشي دائمًا بهدي نورك فلا يتسلّط عليّ إثم.منحتني انتصارك، فلا تدعني أعود عبدًا لسيّد هذا العالم.آمين.

~قرار اليوم~