مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

من خطاب يسوع في عيد المظال(يوحنّا7: 14-24)

~النص البيبلي~

14وفي مُنتَصَفِ أيّامِ العيدِ، صَعِدَ يَسوعُ إلى الهَيكَلِ وأخَذَ يُعَلِّمُ.15فتَعجَّبَ اليَهودُ وقالوا: “كيفَ يَعرِفُ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ، وما تَعَلَّمَ؟”16فأجابَهُم يَسوعُ: “ما تَعليمي مِنْ عِندي، بل مِنْ عِندِ الّذي أرسَلَني.17إذا أرادَ أحدٌ أنْ يَعمَلَ بِمَشيئةِ اللهِ، عرَفَ هَلْ هذا التَّعليمُ مِنْ عِندِ اللهِ أو أنّي أتكَلَّمُ مِنْ عِندي.18فالّذي يتكَلَّمُ مِنْ عندِهِ يَطلبُ المجدَ لنَفسِهِ، ولكِنْ مَنْ يَطلبُ المَجدَ لِلَّذي أرسَلَهُ، فهوَ صادِقٌ لا غُشَّ فيهِ.19أما أعطاكُم موسى الشَّريعةَ؟ ولا أحَدَ مِنكُم يَعمَلُ بِها.لماذا تُريدونَ أنْ تَقتُلوني؟”20فأجابَتِ الجُموعُ: “أنتَ فيكَ شَيطانٌ، فمَنْ يُريدُ أنْ يَقتُلَكَ؟”21فقالَ يَسوعُ: “ما عَمِلتُ إلاً عَملاً واحدًا، فتَعَجَّبتُم كُلُّكُم…24لا تَحكُموا على الظّاهِرِ، بلِ اَحكُمُوا بالعَدلِ”.

~شرح النص~

إنّ أفكار اليهود ومخطّطاتهم بدأت تنكشف للقارىء.يريدون موتَ يسوع، والحجّة في ذلك مخالفة شريعة السّبت.ولكنَّ يسوع يعرف أنَّ السّبب الظاهريّ يخفي وراءَه حسدًا ورفضًا وشكًّا.يُعيدُهُم إلى أنفُسِهِمْ طالبًا إليهم أن يحكموا بالعدلِ لا بحسبِ المظاهر.ولكنَّ الإنسانَ حرٌّ أمامَ الله، والله لا يفرض نفسه بالقوّةِ على الّذي خلقه.ونرى هنا فرقًا بين“اليهود”وبين“الجمع”الذي لا يفهم قولَ يسوع حول الرّغبة في قتلِهِ.إنّما المسيح الإبن لا يحيد عن تعليم الآب.الآب ساكن فيه والإناء ينضح بما يحمل.

يسوع هو الشاهد الحقّ للآب، لا يتكلّم من عنده لأنّهُ لا يطلب المجدَ لنفسِهِ.أمّا الذين يطلبون قتله، فهم يخالفون الشّريعة الّتي يدّعونَ الدّفاعَ عنها.

~تأمل في النص~

القلب ينبع دومًا بما يسكنُهُ.فإنْ كانَ روح الله فينا، ننطُق ونتصرّف بوحيِهِ بشكلٍ بسيط.قُربُنا من الربّ يجعلنا نبحث أوّلاً عن مجدِهِ.ولو كلَّفَنا الأمر أحيانًا التّخلّي عن تقدير الآخرين الكاذب، أو عن رغبات تُمليها مصلحتُنا الخاصّة.نحتاج للإصغاء إلى تعليم الربّ الحقّ، لنبقى بصدقٍ وانسجام مع ذواتنا.حاجتنا أيضًا إلى“الحكم بالعدل”لا بحسب المظاهر، وذلك ممكن فقط عندما ننفتح على الله وندعهُ يُعلّمُنا وينقّينا ويبني فينا الإنسان المسيحيّ المطبوع بختم الإنجيل.

~الفكرة الرئيسة~

أنا مسؤول عن عمل الله فيَّ وعن وضع كلمتهِ موضع التحقيق.وبقدرِ ما أمتلئ من حبّهِ،أنسجم بصدقٍ مع ذاتي وأقتَبِل المجد الآتي من الله.

~صلاة~

أعطني يا ربّ أن أبحَثَ عن مشيئَتِكَ في حياتي.أنتَ الحقّ، هبني أن أقبَلَ تعليمِكَ وأنقادَ لروحِكَ وأطلُبُ مجدَكَ.

~قرار اليوم~