YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 69 OF 366

~شرح النص ~

في هذا النصّ محاولة جديدة من قبل المشكّكين اليهود لإقحام يسوع في جدال يتحيّنون فيه الفرصة للإيقاع به؛ تأتي هذه المبادرة على يد الصدّوقيّين – وهم فرقة من اليهود كانوا يتمتّعون بمستوى عالٍ من الثقافة والغنى وأغلبهم من رؤساء الكهنة – وكانوا لا يؤمنون بعقيدة القيامة كما أنّهم لا يعترفون سوى بأسفار موسى الخمسة. بحسب تث 25: 5–6، فإنْ مات رجل ولا ابن له، تقع على أخيه مسؤوليّة الزواج من الأرملة بهدف أن يُقيم نسلاً لأخيه حتّى يُخلِّد إسم الميت في بني إسرائيل. يأتي الطرح الصدّوقيّ الافتراضيّ بمثابة أحجية تدعو إلى السخرية أكثر منها إلى التفتيش عن حلّ: ماذا إذا نفد عدد الأخوة – وهم سبعة في هذه الحالة – دون أن يتمّ التوصّل إلى تحقيق الهدف؟ الملفت هو أنّ يسوع لا يتردّد أمام محاولة الاستهزاء هذه ولا يجابهها بردّة فعل مماثلة إنّما بجواب يستدعي الإيمان لا الاستناد إلى تفسير مغلوط للكتب، فيردّ كمعلّم - وهو لقب تملّقه به الصدّوقيّون (آ 28) في أوّل الحوار: إن كان الهدف المنشود هو الخلود الذي يطمح إليه كلّ امرئ بصرف النظر عن عقيدته، فالزواج والتناسل ليسا السبيل لتحقيق ذلك لأنّ الخلود (آ 35) هو من نصيب أبناء القيامة أشباه الملائكة (آ 36) في خدمتهم ومحبّتهم لله. وفي قيامة الأموات، يستقي يسوع حجّته من قلب إيمان الصدّوقيّين الحصريّ بالتوراة فيذكّرهم بأنّ من ظهر لموسى عرّف عن نفسه بأنّه إله أحياء لا إله أموات (آ 38).

~تأمل في النص ~

لم يكن الهدف من الشريعة التي تسلّمها موسى على جبل سيناء سوى ربط الأرض بالسماء وإعطاء الإسرائيليّين وسيلةً يقتربوا بواسطتها من الله للعيش في طاعته وضمن ناموسه، ولكنّ مع الوقت بات تطبيق الشريعة هدفًا بحدّ ذاته تحوّل إلى هوس بحرفيّة الأحكام جعل المفسّرين يستطردون إلى تأويل المفاهيم وزيادة أحكام جديدة ليغطّوا كافّة نواحي حياتهم فجرّدوا الشريعة من دورها الأساسيّ في تعميق العلاقة مع الخالق ومدّ الجسور نحو السماء. في الحالة الافتراضيّة التي عرضها الصدوقيّون على المسيح نجد مثالاً واضحًا على الهوّة العميقة التي يقع فيها الإنسان والتي تفصله عن مقاصد الله في حياته عندما يسعى لفهم الحكمة الإلهّية المتخفّية في الأحكام والشرائع بواسطة العقل البشريّ المحدود. عندما صرّح المسيح بأنّه جاء ليكمل لا ليبطل أعطى الشريعة قيمتها الفعليّة ولكنّه في الوقت عينه حمّل أتباعه نيره الخفيف ليرموا عن أكتافهم جميع الأثقال التي ألقاها على أكتافهم ثقل الشريعة وسلّمهم المفتاح الوحيد الذي يسهّل عيش جميع الوصايا الإلهيّة أي المحبّة التي عاشها وجسّدها فأصبحت هي جسر العبور الوحيد إلى قلب الله.

~الفكرة الرئيسة ~

ليس الهدف من الشريعة تفنيدها وتحليلها لتتحوّل إلى أداة نحُلّ بواسطتها أمورنا الحياتيّة. إنّما جميع الشرائع تصبّ في إطار رفع الإنسان إلى قيمته المرجوّة والحقيقيّة كإبن لله وهذا ما لخّصه يسوع في قوله “كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماويّ كامل هو” (مت 5: 48).

~صلاة ~

يا من قلت “أريد رحمة لا ذبيحة” أعطني أن أعرف الفرق بين العبادة الشرائعيّة التي تُرضي قلبي والعبادة الحقيقيّة التي تُرضي قلبك. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More