مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

رفض معاصرو يسوع آياته وطالبوه بغيرها، إنه جيل شرير فاسد لا يعرف أن يميّز يد الله العاملة بواسطة يسوع، فيقلب الحقائق وينسب إلى يسوع قوّة شيطانيّة ويتردّد في التعرّف إليه كرسول الله. إنّ الله هو سيّد الآيات، يأخذ المبادرة ليعطي آية أو يرفضها ساعة يشاء ولمن يشاء. فإن كانت علاقة المؤمنين مع الله علاقة ثقة، فإن الآية تأتي دلالة على عناية الله. أمّا “هذا الجيل” فبعد أن سمع “كلمة الله” من الأنبياء عبر التاريخ، ومن يسوع بالذات، فإنه يطلب آية دون أن يسمع الكلمة ويرى الآيات التي أجراها الله له. إن الآية لا تُعطى إلاّ لترسيخ الثقة بالله وليس كعلامة حسيّة لوجوده. ولذلك “لن يُعطى هذا الجيل إلاّ آية يونان”.

كان اليهود يؤمنون تقليديًا بأنهم سيدينون كلّ الأمم لأنهم “شعب الله المختار”. أمّا يسوع فيعتبرهم “هذا الجيل الشرير” الذي سيدينه “شعب الله الحقيقي”، الذي تاب إلى الله في حين لا يزالون متردّدًين غير مؤمنين.

~تأمل في النص ~

يونان هو مثال المؤمن الذي خلّصه الله من الموت، وقد اعتبره المسيحيّون الأوائل “آية” أعطاها الله ليؤكّد لهم القيامة. وهكذا فإنّ يسوع يرفض إعطاء آية أخرى غير ذاته. فكلامه وحياته هما الآية النهائيّة التي أعطاها الله. لكنّ يونان كان أيضًا مبشّرًا أرسله الله إلى أهل نينوى غير اليهود. فرفض أولاً، لكنّه تفاجأ برغبتهم الروحيّة التي فاقت رغبة روحيّة أهل إيمانه... أرسل الله ابنه يبشّر “هذا الجيل” ويدعوه إلى التوبة ليحصل على الخلاص وينجو من الهلاك إن قبِل كلامه وتاب. يسوع هو إذًا آية الله الوحيدة فمن لم يقبلها يجدر به التوبة إليها الآن لأنه لن يحصل من الله على غيرها.

هذا الكلام لا يتوجّه إلى اليهود الذين لم يؤمنوا بيسوع وحسب، إنما يتوجّه أيضًا إلى المسيحيّين الذين آمنوا بالربّ ولا زالوا لقلّة ثقتهم به يطلبون الأعاجيب كبراهين على حقيقة إيمانهم.

~الفكرة الرئيسة ~

نحن مدعوون اليوم إلى التوبة، وإلى الثقة التامّة بالله وبابنه، على الرغم من الصعوبات والآلام التي نعاني منها، فلا نكون من “الجيل الشرير الفاسد” بل من شعب الله الحقّ.

~صلاة ~

عالمنا يا رب يكثر فيه الفساد كما يكثر فيه من يطالب بالعجائب والآيات، علّمنا أن نتوب إليك ونعرف إن قيامتك هي علامة الله الوحيدة لنا، وأن صليبك هو جسر الخلاص للعبور إلى الأبدية. آمين.

~قرار اليوم ~