مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

طوّبت امرأة “أم يسوع” لأنّها ولدته وأرضعته، فطوّب يسوع بمقابل ذلك كلّ مؤمن “يقبل كلمة الله ويحفظها”. وكان لوقا قد أظهر أن هذه الطوبى تنطبق على مريم أم يسوع التي آمنت بالكلمة (لو 1:45) و”حفظتها” في قلبها (لو 2:19، 51).

نجد عند القديس لوقا تطويبات عدّة، كما نجد عنده تطويبات في مقابل لعنات
(لو 6:20–26)، أمّا هنا فنحن أمام مقابلة بين تطويبتين على من يسمع ومن يقرأ أن يعرف أيّهما الطوبى الأفضل.

كان يسوع “يتكلّم بهذا أمام الجموع المندهشة من قدرته على طرد الأرواح النجسة (آ 14)، فقامت امرأة لتعبّر عن حماسها لشخصه بالطريقة التي لا زالت متّبعة حتى اليوم في القرى والمدن التقليديّة في الشرق الأوسط: “طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما” وتعني بذلك “هنيئًا لأمّك بك”؛ في كلامها مديح للابن وللأم التي أنجبت وربّت ابنًا كهذا. إنّه استنتاج للحظوة التي نالتها هذه الأم بولادتها إبنًا كهذا. “أما هو”، أي يسوع، فلم يكن موافقًا تمامًا على قول المرأة لأنّ تطويب الأم لأنّها “ولدت وأرضعت” لا يكفي، فالأهمّ يكمن خارج الأمور الطبيعيّة العاديّة.

~تأمل في النص ~

إن كان لا بدّ من طوبى لمريم التي ولدت يسوع فذلك لكونها “المؤمنة” التي سمعت كلمة الله، وحفظتها في حياتها وطبّقتها في أعمالها اليوميّة (لو 1:45؛ 2:19، 51). وإن كانت مريم صورة للمؤمنين جميعًا، فما يقوله يسوع هو أنّه لا يكفي أن يعتدّ المؤمنون بأنهم “شعب الله” أو “كنيسة الله”، ولا يكفي أن نقول “نحن مسيحيّون” لنربح الطوبى، لأنّ المهمّ هو أن نسمع كلمة الله ونجدِّد حياتنا الإيمانيّة يوميًا. للمرأة التي هنّأت أمه به، يجيب يسوع: الطوبى لكِ ولكلّ “من يسمع” كلمة الله ومن يعرف كيف يعمل بها.

“كلمة الله” هذه مُتاحة لكلّ إنسان في كلّ زمان ومكان، وكلّ إنسان مُهيّأ لأن تكون له الطوبى، وبالتالي فإنّ العلاقة المباشرة بيسوع الإنسان التاريخي ليست هي الأهم ليصل الإنسان إلى السعادة. لكن لا يكفي أن “يسمع” الإنسان كلام الله (لو 8:4–15) بل المطلوب أن “يحفظه” بمعنى أن يحوّله إلى إيمان عميق، يجسّده بأعمال محبّة.

~الفكرة الرئيسة ~

كان لمريم العذراء سعادة حمل ابنها وتغذيته، لكن كلّ من يسمع كلام يسوع ويحفظه يشبهها لأنّهم جميعًا يصبحون حاملي المسيح، فالطوبى لهم جميعًا.

~صلاة ~

هنيئًا لنا يا رب نحن الذين على مثال مريم والدتك سمعنا كلمتك، وحفظناها وعملنا لعيشها. قوِّنا لنحيا الأمانة لها يومًا فيومًا. آمين.

~قرار اليوم ~