مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

كان الاغتسال عادة دينيّة فرضها الكتاب المقدّس على الكهنة، لكنّها كانت قد تطوّرت أيّام يسوع لتطال كل جماعة يهوديّة بحسب عاداتها. وكان الذي دعا يسوع من حزب الفريسيّين، الذين طالما تجادل معهم يسوع والمسيحيّون من بعده، فلم يتصوّر الفرّيسي أن يخالف يسوع “المعلّم” التعاليم الدينيّة البديهيّة. فقد كان اليهود يعيشون في مجتمع دينيّ قائم على “الحلال والحرام” في كل تفاصيل الحياة اليوميّة، وكأنّ مراضاة الله تقوم على الطهارة من خلال الفروض الجسديّة الخارجيّة وحسب.

يبدأ يسوع في الآية 42 سلسلة ويلات تشجب الممارسة الدقيقة لدفع “العشر” دون الانتباه لما هو أهمّ. لا يلوم يسوع الفريسيّين، على التزامهم بتفاصيل الفرائض، بل لأنّهم نسوا الهدف منها فتعلّقوا بالمظاهر وأهملوا جوهر إرادة الله القائمة على العدل والمحبّة بين الناس. يطال التوبيخ الثاني كبرياء المتديّنين ومحبّتهم لذواتهم بدل التطلّع إلى الآخرين ومحبّتهم. في كلامه يؤكّد يسوع أن حقيقة الإيمان تكمن في إكرام الآخرين واحترامهم بدل التطلّع إلى تلقّي الإحترام والإكرام. وفي الآية 44 توبيخ ثالث هو الأقسى، حيث يشبّه يسوع الفرّيسيّين بالقبور المطليّة والمزيّنة من الخارج.

~تأمل في النص ~

تُشدّد تعاليم يسوع وتصرّفاته على تطهير داخل الإنسان بالإيمان الحقّ من خلال عيش المحبّة، قبل الاعتماد على الطهارة الخارجيّة، لأن الداخل الطاهر يطهّر كلّ شيء. المهمّ هو نظافة داخل الإنسان من كل “اختطاف وخبث” ليليق بالله الخالق وبالحق والمحبّة. لوم يسوع للفرّيسيّين ولنا هو توبيخ لمن يسيئون إلى ذواتهم، وإلى الآخرين في حين أننا مسؤولون عن قداسة الناس وليس عن هلاكهم. فنحذر من أن نكون من الذين “يحمّلون” الناس أحمالاً كبيرة دون أن يحملوا عناء مسِّها بأصبعهم، مكتفين بالكلام دون أن يطبّقوا من كلامهم شيئًا.

~الفكرة الرئيسة ~

الويل لكلّ ظالم وقاتل ومتكبّر على مدار الأزمنة.

~صلاة ~

يا من طلبت منا السعي الى تنمية داخلنا وإرضاء الله بدل التوقّف عند المظاهر وإرضاء الناس، نصلّي طالبين منك اليوم أن نعود الى داخلنا حيث يتكلّم فينا روحك، فيكون خارجنا صورة لهذا الداخل البهيّ. آمين.

~قرار اليوم ~