مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

كان الأقدمون يؤمنون بوجود عالم الشياطين كما يؤمنون بوجود عالم الملائكة، لذلك لم تكن مسألة وجود الشياطين والملائكة مطروحة، بل كيفيّة التعامل معهم.

تعجّبت الجموع من سلطة يسوع، أمّا معادوه فقد رأوا في عمله سحرًا نسبوه إلى “بعلزبول” واتّهمونه بأنّه يتظاهر بالعمل باسم “الإله العليّ” لكنّه في الحقيقة متحالف مع “البعل العليّ” رئيس الشياطين. يبادرهم بحكمة شعبيّة لا تقبل التأويل: “كلّ مملكة منقسمة على ذاتها تخرب...”. فإن كان الجميع يرجو خراب مملكة الشيطان ليرتاح العالم من تجاربه ويتخلّص من سلطته على ممالك الدنيا، فإن لا قوّة سوى قوّة الله تستطيع ذلك. فإن كان الشعب لا يعرف أن يميّز السحرة المشعوذين من مرسلي الله فإنّ في ذلك غاية الجهل وقلّة الإيمان، وأبناؤهم هم الذين سيقاضونهم على ذلك.

~تأمل في النص ~

مثّل يسوع الشيطان بأنّه العدو القويّ الذي يحتلّ العالم والممالك والقلوب، هو الرجل القويّ عدوّ المؤمنين، لكن الأقوى منه هو يسوع المخلّص الذي ينزع منه كل أسلحته. بيسوع هزمت مملكة الله كل قوى الشر، أمّا مسرح الصراع فهو العالم وقلب كلّ إنسان؛ فعلى هذا الأخير أن يختار لأن قول يسوع واضح: “من ليس معي فهو عليّ”، لأن لا مكان في مملكة يسوع للفاترين الذين لا يختارون بوضوح. ما يجوز على المؤمنين ينطبق أيضًا على الرسل الذين يدعون الناس إلى الإيمان لأنّ عليهم أن يشاركوا الربّ في رسالته، كما أنّ على التلاميذ أن يكونوا “معه”.

~الفكرة الرئيسة ~

لا يكفي أن يتحرّر الإنسان من الشياطين، لأنّ المطلوب هو أن يملأ يسوع كيانه وإلاّ فالشرير عندها يكون أقوى وأكبر.

~صلاة ~

نرجوك يا رب أن تعطينا قوّتك فنملأ قلوبنا وحياتنا محبة ورحمة، ولا يبقى فيها مكان لسواك. اخترناك يا أبانا إلهًا لنا فساعدنا كي لا نضعف في خياراتنا. آمين.

~قرار اليوم ~