مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

تتألّف الصلاة من خمسة طلبات، يعود الأول والثاني إلى مجيء ملكوت الله، وتتعلّق الثلاث اللاحقة بضرورات الحياة اليوميّة (الخبز، وغفران الخطايا، والنجدة في التجربة). في الختام دعوة الى توجيه الصلاة نحو الآب وتأكيد لاستجابة الآب.

في مثل الصديق اللجوج، يبدأ يسوع كلامه بسؤال يطرحه ليثير التساؤلات عند سامعيه: “من منكم...”، وكأنه يقول لهم: “تصوّروا أنكم... تذهبون إلى صديق بعد أن يكون قد نام مع عائلته لتطلبوا منه خبزًا، لأنّ صديقًا أتاكم ليلاً بعد نومكم...”. لأنّه صديق تجرأون على إيقاظه، ولأنكم أصدقاء تجرّأ آخر على إيقاظكم. الوقت المذكور هو “نصف الليل”، وقت الخوف من السارقين والقتلة، وقتٌ لا يُفتح فيه لأحد. إنه وقت امتحان الصداقة.

~تأمل في النص ~

يطلب يسوع من تلاميذه أن ينادوا الله “أبانا”، وقد ناداه هو “أبّا” قبل أن يعلّمهم. يتعلّق الطلب الأول بمعرفة هويّة الله وحقيقته. في الطلب الثاني تذكير بأنّ هذا الملكوت اقترب بمجيء يسوع ومن خلال رسالة التلاميذ. يطلبون أن يتحقّق مشروع الله فيحيا البشر حياتهم منذ الآن تحت سلطته ويتحوّل العالم الأرضيّ إلى ملكوت سماوي، وتتمّ بذلك مشيئة الله “على الأرض كما هي في السماء”. ثم تأتي الطلبات المتعلّقة بالحاجات البشريّة: الخبز الأرضي طبعًا، لكن طلب الخبز الروحي أيضًا “كلمة الله”؛ وغفران الخطايا، عالمين أن من يعرف محبة الله ويختبر غفرانه يحيا هذا الغفران تجاه الآخرين؛ والطلب الأخير: “لا تدخلنا في تجربة”، تجربة الشكّ أمام ضرورة التمييز بين الخير والشر، وتجربة انقلاب الشرّ إلى خير، قبل طلب غفران الخطايا التي اقترفناها في الماضي، والنجاة من التجارب التي تهدّدنا. إن صلاة المؤمنين “أصدقاء الله” ضروريّة لأنّ الله أكثر من صديق، إنّه مصدر كلّ أبوّة والأبوّة مسؤوليّة وسلطة وحماية دائمة. فإن كان الأهل يعرفون كيف يعطون أولادهم ما هو جيّد لحياتهم، فكم بالحريّ يعطي الله لأولاده الذين يسألونه عطاياه السماويّة، روحيّة كانت أم ماديّة (11:13)

~الفكرة الرئيسة ~

إنّ استجابة الله لصلوات أولاده أكيدة لا شكّ فيها، وما على المؤمنين سوى الصلاة بثقة تامّة.

~صلاة ~

يا إلهنا الذي أرادنا أن نعرف محبته لنا. نستغفرك على كل ما نضفي عليك من صفات ليست أنت. مع يسوع الابن الوحيد نصرخ إليك اليوم: أبانا، يا كل الرحمة والحنان، اجعلنا على مثالك. آمين.

~قرار اليوم ~