مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

أرسل يسوع هؤلاء التلاميذ “أمام وجهه” تمامًا كما رفاقهم في القرية السامريّة
(لو ٩:٥٢–56). لكن الأمر لا يتعلّق في هذا النص بتحضير الطريق ليسوع، بل بالانطلاق لحمل بشرى ملكوت الله على مثاله. المسألة هي إذًا مسألة تمثيل الربّ شخصيًّا. عاد السبعون وأخبروا عن نجاحهم بعدما استطاعوا دحر القوى الشريرة باسم يسوع، لكن يركّز يسوع الأمور ليعيدها إلى جوهرها: إن منبع الفرح المسيحي ليس في الحماس ولا في النجاح، لأن فرح الرسول الحقيقي هو في الشراكة مع الله. يشكّل هذا النص أساسًا لانطلاقة الكنيسة الرسوليّة ولمتطلّبات الكرازة بالإنجيل. فيه فرح كبير، ورجاء بالنجاح الرسولي، والتزام بقضيّة يسوع الخلاصيّة، ورسم لأهميّة العمل الجماعي... لكنّه يقدّم أيضًا الصعوبات الجمّة التي تواجه من يرغب في اتّباع يسوع.

في كلامه حول الشيطان الساقط من السماء، شبه بنبوءة أشعيا حول ملك بابل (إش 14:12)، وكأن عمل الرسل هو استباق لسقوط الشيطان، المنتظر في نهاية الأزمنة. ثمّ ينقل لوقا في هذا المقطع صلاة شكر يوجّهها يسوع إلى الله الآب على الحكمة التي وهبها للبشر. هذه الحكمة هي معرفة إيمانيّة مصدرها وحيٌ إلهي وليس علمًا منطقيًا بشريًا مرتكزًا على خبرات إنسانيّة.

~تأمل في النص ~

أرسلهم الربّ “اثنين اثنين” أمامه، وأوصاهم أوّلاً بالصلاة لرب الحصاد لتستمرّ المسيرة وينضمّ إليها تلامذة آخرون؛ ثم بكيفيّة تصرّفهم في الطريق وفي البيوت وفي المدن التي تقبل البشارة: تقديم خلاص الله وفي المدن التي لا تقبل البشارة؛ ليؤكّد لهم ثالثًا أن سلطتهم مستمدّة من الله ذاته. لذلك يمكن أن يرسلهم “كحملان بين ذئاب” لتحقيق نبوءة
أشعيا 6:11 حيث “يسكن الذئب مع الخروف” فيزرع الأمل بمصالحة آتية رغم الآلام الحاضرة، ليختم متهلّلاً بصلاة إلى الآب شاكرًا له الانقلاب الذي حدث. كان اليهود يشكرون الله لأنه كشف لهم مقاصده هم “حكماء” الشعب، أمّا يسوع وتلاميذه من بعده، فلا يعتبرون أنفسهم من هؤلاء الحكماء إنّهم “الأصغر” بحسب حكمة هذا العالم، لكنّ الله كشف لهم حكمته هو.

~الفكرة الرئيسة ~

إنّ الذين آمنوا بالمسيح هم “الصغار” في عيون العالم لكنّهم صاروا “الأكبر” في الملكوت.

~صلاة ~

إجعل يا رب لأن يكون فرحنا بأن أسماءنا مكتوبة أمامك، وبالتزامنا بالرسالة التي أوكلتنا بها، فنحمل السلام والفرح والرجاء حيث حللنا. آمين.

~قرار اليوم ~