مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يتمحور هذا المقطع حول الانطلاق وكل الانفصالات التي يرتّبها على التلاميذ. فبعد أن كان يسوع المعلّم هو المحور في 9:51 ينتقل الاهتمام إلى التلاميذ. وبعد أن كان التلاميذ في عملهم وانقطاعهم عن جذورهم هو موضوع المقطع السابق، ينتقل الموضوع إلى تلاميذ آخرين أو من هم مدعوّون ليكونوا من عداد التلاميذ والرسل. في هذا الإطار يقدِّم القديس لوقا ثلاثة أقوال يوجّهها يسوع لثلاثة من المزمعين أن يكونوا من تلاميذه.

يتمحور قول يسوع الأوّل (آ 58) حول ضرورة انفصال من يتبعه عن كلّ علاقات عاطفيّة تكبّله. فمصير من يرافق يسوع يشابه مصيره: لا مكان ثابت ولا مصير آمن (لو 33:13) لأن أمانه الوحيد هو ثقته بالقدرة الإلهيّة.

أما القول الثاني (آآ 50–60) فيأتي على ثلاثة مراحل:

يدعو يسوع شخصًا، يطلب منه هذا الأخير مهلة، يرفض يسوع الطلب ويُرسِل المدعو.

وفي الآيات 61–62 قولٌ لرجل آخر طلب أن يتبع يسوع بشرط وحيد يذّكر بطلب أليشاع الذي، عندما دعاه النبي إيليا ليكون تلميذه، أراد أن يودّع والديه قبل أن يتبعه (١مل 19:19–21). ما يطلبه يسوع هو الالتزام الفوري والكامل باتّباعه ممّا يعني الانفصال عن سيادة الهيكليّة العائليّة والواجبات الدنيويّة على حياة من يريد اتّباعه، وإعطاء الأولويّة للانطلاق لإعلان ملكوت الله.

~تأمل في النص ~

يبدو كلام يسوع لمن يريد اتّباعه مخيفًا لا يُحتمل، لكن القديس لوقا يلفت بذلك إلى أمر بغاية الأهميّة. يظهر المدعوّون جميعًا في النص ذوي استعدادات جيّدة، ورغبة في العيش مع يسوع، لكن ذلك لا يكفي لسببين: أولاً لأنه من الضروري للإنسان أن ينتقل من مستوى النوايا إلى مستوى العمل، وثانيًا لأن على التلاميذ أن يفهموا بأن حلم العيش مع الربّ يعني الالتزام بمسيرته وشروطه هو بالذات. فعل “اتّبع” يحدّد جوهر الهويّة المسيحيّة. إنه الرغبة في مرافقة الربّ والتعلّم منه والمشاركة في رسالته ومصيره. هذا هو طريق الحياة المسيحيّة في ملئها: حياة يوميّة منسوجة من الآلام وأفراح الحياة.

~الفكرة الرئيسة ~

وحدهم من ينظرون إلى الأمام، ثابتي الخطى وراء المسيح يسوع وبحسب إرادته، يستحقّون أن يكونوا من تلاميذه ورسله.

~صلاة ~

حماسنا لإيماننا قويّ يا رب، لكننا ضعفاء في مشاركتك طريق جلجلتك والقيامة، أعطنا القوّة للتقدّم معك دون خوف ولا تردّد. آمين.

~قرار اليوم ~