مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

في الآيات 35 – 38، ينتقل يسوع في كلامه إلى الجمع. وبدلاً من الاهتمام بذاته أمام ما ينتظره من مصير، يصبّ كلّ اهتمامه على مستقبل تلاميذه والمسيرة الرسوليّة التي تنتظرهم. يبدو يسوع مسؤولاً عن الأحداث، يقبلها بحريّة وطاعة لإرادة أبيه. اعتقلوه كأنه “لصّ” أي كأحد أفراد الميليشيات المسلّحة، لكنّه يوضح أنّه هو من يسمح لقوى الظلمة أن تمتد إليه.

يختتم الحديث عن السيف خطاب يسوع الوداعي والعشاء الأخير. في الوقت الذي يتركهم فيه، قدّم يسوع لتلاميذه زادًا إفخارستيًا وكلامًا منيرًا ومشجّعًا لكنّهم يمتلكون سيفين على الرغم من تحذيرات الربّ المتتالية ضدّ كلّ عنف (لو 10؛ 9: 55 – 56)، حتى أنّ أحد تلاميذه استعمل سيفه، عند قدوم الجنود للقبض على يسوع فكانت ردّة فعل يسوع هي الجواب عمّا يريد قوله في هذا النصّ (لو 22: 50).

~ تأمل في النص ~

في حضور يسوع الجسدي معهم لم يكن التلاميذ بحاجة إلى شيء فحضوره وحده كان كافيًا لحمايتهم. لكن لزمن غيابه استراتيجيات أخرى لا تكفي معها النوايا الحسنة، فعليهم أن يتحضّروا جيّدًا للأخطار الصعبة المنتظرة في زمن القيامة، زمن الكنيسة الصعب. هنا يصبح السيف ضروريًّا لدرجة بيع الثوب لاقتنائه (آ 36).

بعد كلّ ما عمل يسوع وعلّم لم يفهم التلاميذ أنّ السيف الذي يقصده ليس سيفًا للقتل. لذلك صرخ فيهم “يكفي”. يكفي كلامًا يبدو أنّكم تشرحونه بحسب ردّات فعلكم البشريّة السهلة.

~ الفكرة الرئيسة ~

حياة المؤمنين صراع دائم ضدّ قوّات الظلام.

~ صلاة ~

أمام حبك اللامتناهي حتى لمن خانك وأنكرك وحكم عليك وقتلك...

أقف اليوم يا رب وأتامّل بالسيوف التي أحملها ضدّ كل من يزعجني، وكل من أختلف معه... أُصرُخ فيّ يا رب: “كفى”، فأعود الى تعاليمك، وأبحث عن سيف الحق أحمله للهجوم، وترس الايمان أدافع به عن نفسي وعن الآخرين... بقوة الروح القدس. آمين.

~ قرار اليوم ~