مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~
لم يتخلّف بطرس في بداية الأمر عن وعده بملازمة يسوع في حالتَي السجن والموت (22: 33)، بل تبعه بعد أن قبض عليه اليهود (22: 54) وقعد بين الحرس في ساحة الدار (آ 55)؛ ولكن حين امتدّت إليه أعين الاتّهام عجز عن الشهادة، فنكر ليس فقط معرفته المباشرة بيسوع (آ 57)، إنّما نكر أيضًا تعليمه من خلال نكرانه هويّته كتلميذ له (آ 58)، وبعد أن تقطّع نكرانه الأخير مع صياح الديك، انطفأت بالنسبة إليه كلّ العيون المحدّقة وما عاد يرى سوى نظرة يسوع الذي ذكّرته بالنبوءة حول نكرانه الثلاثيّ. في تلك اللحظة الأليمة، نجح الشيطان في محاولة الغربلة فسقط بطرس إلى مستوى يهوذا مع العلم بأنّ جحوده كان متأتّيًا من خوفه لا من فقدان إيمانه بيسوع، غلبه البكاء المرير وفصله عن معلّمه في تلك اللحظة (آ 62). وللمرّة الثانية، سيجد بطرس نفسه أمام الربّ خاطئًا تمامًا كما حدث معه إبّان معجزة الصيد العجيب (لو 5: 8)؛ يومها وعده الربّ بأنّه سيتحوّل إلى صيّاد بشر (لو5: 10) ممّا يعني بأنّ نظرة يسوع الأخيرة هي لتذكّره ليس فقط بنبوءة نكرانه إنّما أيضًا بصلاة الطلب التي رفعها من أجله يسوع قبيل تسليمه ليتمّم الدور الموكل إليه في تثبيته لإخوانه (22: 32).
~ تأمل في النص ~
من التقى بالمسيح كان له لقاء مع الكلمة، ومن دخل في علاقة معه دخل في عهد لعيش كلمته. ليس الإيمان فعلاً عاطفيًّا وظرفيًّا إنّما هو عمليّة تفعيل إرادة لعيش الوصايا تحت كلّ الظروف. يقودنا الالتزام بعيش الوصايا الإلهيّة إلى أن نشهد بما نختبره حينما نعاهد الكلمة على عيشها في حياتنا، وتتعهّدنا هي بدورها فترفعنا درجة صوب الملكوت في كلّ مرّة نشهد بها في مواقفنا. لو أنّ بطرس نكر سيّده بسبب فقدانه لإيمانه لـمّا حقّقت صلاة المسيح فيه ثباتًا بعد جحوده، ولكنّه عمليًّا سقط في الخوف لأنّه ثبّت نظره على أمواج أصابع الإتّهام التي وُجّهت إليه عوضًا عن تثبيت نظره على معلّمه الذي مشى فوق البحر الهائج إبّان عاصفة الحقد والنقمة. غرق بطرس كما كاد أن يغرق يوم خاف وهو يسير فوق أمواج المياه صوب معلّمه
(مت 14: 29) غير أنّ صلاة يسوع السابقة لسقوطه ستنتشله ليعود في وسط إخوته مثالاً وعضدًا. كلّنا بطرس عندما يتعلّق الأمر بالشهادة للمسيح ولكلامه، فنحن ننكره في كلّ مرّة نتنكّر لوصيّة من وصاياه لنحتمي في ظلّ قناعاتنا التي اعتدنا عليها والتي لا تهدّد راحتنا.
~ الفكرة الرئيسة ~
الحياة مع المسيح هي عهد أبديّ بأن نعيش كلمته ونعترف بإيماننا به ونشهد لوصاياه مهما كانت الظروف، والجحود ليس فقط بنكران اسم المسيح إنّما أيضًا بنكران تعاليمه.
~ صلاة ~
لا أريد يا ربّ أن تنطق شفتاي باسمك في حين أنّ قلبي يتنكّر لوصاياك؛ هبني أن أتّحد جسدًا وروحًا في الشهادة لملكوتك. آمين.
~ قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

The Otherness of God

Stop Hustling, Start Earning: What Your Rest Reveals About Your Relationship With God's Provision

BEMA Liturgy I — Part D

Dare to Dream

Receive

The Way to True Happiness

21 Days of Fasting and Prayer - Heaven Come Down

Uncharted - Navigating the Unknown With a Trusted God

Loving Well in Community
