YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 70 OF 366

~شرح النص ~

بعد أن فرُغت جعبة زعماء اليهود من الأسئلة الاستفزازيّة انقلبت طاولة الحوار ليترأّسها يسوع ويتلقّف بدوره عمليّة طرح الأسئلة بيد أنّه لا يتوخّى تحجيم محاوريه بسجال تنافسيّ إنّما يدخل على معتقداتهم ليغيّر من نمط تفكيرهم ويرفعهم إلى مستوى الإيمان الكفيل بجعلهم أبناء قيامة (20: 36). في خلفيّة الآية الكتابيّة من مز 110: 1، كان الربّانيّون يعترفون بالمسيح إبنًا لداود غير أنّ الآية التي يقتبسها يسوع تشير إلى أنّ داود كان يعدّ المسيح سيّدًا (Kyrios) في حين أنّه في المجتمع البطريركيّ لا تقوم سيادة الأبناء على الآباء. ما يشير إليه يسوع هو كون المسيح يتخطّى داود بمجده وبأنّ الزمن المسيحانيّ ليس مُلكًا أرضيًّا كما في مفهوم اليهود إنّما هو عهد تنقلب فيه المقاييس والتقاليد والعادات الشرائعيّة الخاطئة التي خلقت هوّة بين الإنسان والله حينما استولى علماء اليهود على مفاتيح المعرفة حتّى عجزوا هم عن الدخول ومنعوا عن ذلك كلّ من أراد الدخول (لو 11: 52). بحسب التسلسل الطبيعيّ للنصّ، فإنّ يسوع يتوجّه في سؤاله إلى الكتبة الذين أظهروا إستحسانًا لجوابه السابق (آ 39)، وعليه فهو ينطلق من موقفهم الإيجابيّ هذا ليدخلهم في السرّ المسيحانيّ ومع ذلك لا ينقل لنا النصّ تعليق السامعين، ممّا يسلّط المزيد من الضوء على صحّة كتب العهد القديم في شهادتها الدامغة بأنّ يسوع هو المسيح المنتظر.

~تأمل في النص ~

لم يكن المسيح غريبًا عن التراث الدينيّ اليهوديّ أو بعيدًا عن بيئة المجتمع الإسرائيليّ التي كانت سائدة في ذلك الزمن ولم يرسل الله إبنه الوحيد إلاّ بعد أن أعدّ الخليقة لاستقباله وهيّأها لتفهم رسالته. هذا هو إيمان كتب العهد الجديد وهذا ما سعى المسيح إلى توضيحه في سؤاله الكتبة عن اعتراف داود في المزامير. في اقتباسه من شهادات العهد القديم التي يؤمن بها اليهود، سعى يسوع إلى طمأنة محاوريه بأنّهم يعرفونه جيّدًا وبأنّهم كانوا في انتظاره وأن تضرّعاتهم لإرسال المخلّص قد استجيبت. لم يتبدّل هذا الأسلوب الإلهيّ الذي يتحاور مع الإنسان ويدخل في مفاهيمه الخاصّة ليولّد فيه الإيمان من خلال الإقناع. وفي الكثير من الظروف التي تمرّ بنا والتي تقلقنا كوننا لا نفهمها ولا نعي أبعادها، يرسل لنا الله إشارات عديدة يثبّت فيها حضوره الفاعل واستجابته للتضرّعات التي رفعناها ويكشف لنا عن هويّته التي نحن نعرفها فيختصرها بكلمة “أنا هو”؛ فما أحوج الإنسان للتخلّي عن الأقنعة التي تحجب بصيرته ويستسلم إلى الإيمان الذي اختبره في حياته ليتمكّن من التعرّف إلى صوت من قال “أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني” (يو 10: 14).

~الفكرة الرئيسة ~

لا يفرض الله ذاته فرضًا على الإنسان إنّما يعدّه لاقتبال حضوره ورسالته ويدخل معه في مناسبات وحوارات ليقنعه بخوض مغامرة العلاقة معه، وفي ذلك هو يستعين بما يعرفه الإنسان من خلال إيمانه.

~صلاة ~

كلّ يوم هو مناسبة جديدة لأكتشف وجهك الحقيقيّ يا الله وأقترب أكثر فأكثر من سرّ معرفتك، فلا تجعلني غريبًا عنك. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More