مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يدور المثل حول شخصيّتين، ليُظهر كلّ الفوارق التي تبعد بينهما على كل الأصعدة الاجتماعية والجسدية. هما جاران ولكنهما لم يلتقيا أبدًا. لم يتشاركا بشيء على الأرض، لكنّهما تشاركا المصير البشري الواحد: الموت، ليفترقا من جديد، فيحمل الملائكة لعازر إلى “حضن ابراهيم”، ويُدفن الغني في مثوى الأموات، وتنقلب الأحوال.

كان التقليد اليهودي يعتقد بوجود ملائكة تحمل الأرواح إلى الأبديّة حيث تنتظر الدينونة الأخيرة، فتجد كل نفس ما تستحقّه. الأبرار ينتظرون في أحضان أحبّائهم، والأشرار في عذاباتهم التي طالما صوّروها جوعًا وعطشًا ولهيبًا. في هذه العذابات وجد الغني نفسه، ومنها “رأى” لعازر في نعيمه.

~تأمل في النص ~

الغني الذي عاش الاكتفاء التام، صار مجبرًا على أن يستعطي نقطة ماء يعطيها له “أبوه ابراهيم” بواسطة لعازر. يعرف أنّ لا خلاص له، لكنّه أَمَل في تخفيف لما يعانيه، يمكن تحقيقه بعمل بسيط جدًا. هذا ما كان بإمكانه هو أن يفعله للعازر الفقير المريض المرمي على بابه...

لقد حذّر الله الجميع عبر التاريخ فليس عليهم سوى أن يسمعوا “موسى والأنبياء” أي الكتب المقدّسة، كلمة الله؛ فما يخلّص البشر هو سماع كلمة الله وطاعتها بعيشها، وليس انتظار الأعاجيب والآيات الخارقة.

~الفكرة الرئيسة ~

لن يحصل الإنسان على الخلاص إلاّ باستعداده الداخلي العميق لقبول الإيمان وعيش إرادة الله، لأنّه لا الشريعة ولا الأنبياء والكتب ولا حتى المسيح القائم من الموت يستطيعون إقناعه بالتوبة، إن هو رفض ذلك.

~صلاة ~

كلامك يا رب هو الطريق الى الحياة، وجوهر كلامك هو المحبة. هبنا يا رب الشجاعة لقراءة كلامك وحفظه وتطبيقه بالرحمة وعمل الخير حيث نكون. آمين.

~قرار اليوم ~