مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

إندهش يسوع من استعجال المدعوّين لاحتلال الأمكنة الأفضل إلى المائدة؛ وبما أنّ بعض الذين كانوا يعتبرون أنفسهم من المهمّين كانوا يتقصّدون الوصول متأخّرين، كان لا بدّ لصاحب الدعوة من توجيه الاعتذار إلى بعض الذين أخذوا أماكن أولى على المائدة لإعطائها للوافدين المكرّمين، فيضطرّون خجلين إلى أخذ الأماكن الأخيرة الباقية. يقلب تعليم يسوع كلّ المفاهيم المنطقيّة والأعراف العائليّة. فمن الطبيعي أن يحبّ الإنسان من يحبّه، وأن يدعو إلى مائدته من سبق ودعاه، وأن يُصاحب الأهل والأصدقاء والجيران، أما يسوع فيعتبر أن كل ذلك مرفوض! وأمام مداخلة أحد المتّكئين الذي اعتبر أنّ الطوبى هي للحياة الأبديّة، يجيب يسوع بمثل حول إنسان “دعا كثيرين” إلى عشاء، وأمام رفض الجميع الدعوة، أعاد السيّد خادمه ليدعو آخرين ثم آخرين قبل أن يعلن حكمه النهائي على الذين رفضوا دعوته.

~تأمل في النص ~

فإن كان الرؤساء يسعون إلى الأماكن الأولى فإن المساكين يتهلّلون لحصولهم على أيّ مكان في بيت السيّد. عندما جاء المسيح إلى العالم لم يكن له مكان، فمن يريد مشاركته يجدر به أن يأخذ مكانًا إلى جانبه، في المكان الأخير. إنّ مسيرة القبول بالمكان الأخير تواضعًا، وخدمة، وبذل ذات، هي مسيرة ثقة بالربّ الذي “يرفع المتواضعين” ويحفظ لهم إكليل المجد. وفي تعليم الربّ منطق آخر هو دعوة إلى السخاء دون انتظار المقابل حبًّا بالربّ والتزامًا بإنجيله. إنّ الملكوت دعوة يوجّهها الله، والسؤال هو كيف يلبّي الإنسان. في الأوقات الطارئة حيث الضرورة لأخذ القرارات إن أعظم الأعذار تفقد أهميّتها أمام أهميّة المائدة الأبديّة. خرج الخادم من عند “شعب الله” إلى “كلّ الأمم” ليقنعهم بأن يكونوا من أصدقائه المتّكئين إلى مائدته. فهل من ينقل البشارة إلى الجميع؟ وهل من يسمع الدعوة ويقبل المشاركة في الملكوت؟ هذا هو السؤال المطروح عبر الأزمنة والأمكنة.

~الفكرة الرئيسة ~

من يحيا تعاليم الربّ تكون له المكافأة في “قيامة الأبرار” المعدّة لكلّ من ثبت للنهاية.

~صلاة ~

أردتنا يا رب أن نكون من أهل بيتك، وعلى مائدتك، فأعطنا أن نقبل دعوتك الدائمة لنا دون أعذار واهية، وعلّمنا أن نأتي معنا بمن نحب فيكون العيد للجميع. آمين.

~قرار اليوم ~