مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يبدأ الربّ حديثه بالإعلان، أنه جاء “ليُلقي نارًا على الأرض”! فإن كانت النار أحيانًا دليلاً على حضور الله، كما في العلّيقة المشتعلة (خر 3:2–3)، وفي عمود النار في الصحراء (خر 13:12–22)، فغالبًا ما تدلّ على الدينونة الأخيرة حتى أَخَذَ العقاب الأبديّ صورة نار لا تنطفيء. بعد النار يتكلّم يسوع عن الماء: “صبغة أصطبغها” في إشارة إلى آلامه وموته. في الآية 51 كلام يمكن أن يشكّك ويفاجيء كلّ من يؤمن بيسوع “ملك السلام”. فالسلام هو ما أراده الله لشعبه على كلّ الأصعدة السياسيّة والاجتماعيّة والعائليّة والصحيّة. لكن الأنبياء الكذبة فقط لم يتنبّأوا إلاّ بالسلام، فأنبياء الله طالما حذّروا شعبهم من المآسي والويلات التي لا بدّ منها على الأرض.

~تأمل في النص ~

يعلن يسوع من خلال كلامه الرمزيّ، أنه “جاء ليلقي نارًا” يمكن أن تكون لخير الإنسان أو لهلاكه، لتشجيعه أو لإدانته، لتنقيته أو لإحراقه، لأنّ الأمر يتعلّق بكيفيّة تعاطي هذا الإنسان مع يسوع. فالنار التي يلقيها يسوع هي نار الإنجيل، نار الروح القدس، ورغبته الكبرى “منذ الآن” هي أن تضّطرم وتنتشر، وقد بدأت هذه الرغبة بالتحقّق ولكنّها لم تكتمل بعد. أشعل يسوع النار بتعليمه وبحياته، كما بموته وقيامته وإرساله الروح القدس في العنصرة، وقد اشتعلت يوم آمن بعضهم بيسوع فرفضهم أهلهم وكان أن تسبّب ذلك بانقسامات في العائلات وضمن الشعب اليهوديّ.

فمن يؤمن بيسوع يحيا انقسامًا داخليًا وخارجيًا، لأنّ الإيمان بالربّ يؤدّي إلى الانفصال عن كلّ ما لا يتوافق معه من أفكار أو أخلاق أو أشخاص مهما كانوا مقرّبين. فالابن الذي يعمل مع أبيه، كما البنت التي تلازم أمّها، والكنّة التي تحيا مع حماتها، هؤلاء معرّضون جميعًا لنار يسوع.

~الفكرة الرئيسة ~

مع يسوع لا يمكن للإنسان أن يكون على حياد فكلّ إنسان مدعوّ إلى أخذ موقف واضح منه بالقبول أو الرفض، ولا بدّ لرسالة الخير من أن تزرع الانقسام حيث الشر فتهتزّ الحياة الاجتماعيّة.

~صلاة ~

يا رب نحن في نار اضطهاد مشتعلة، اضطهاد فكري يتهدّدنا بالتهميش، واضطهاد جسدي يتهدّدنا بالقتل،لكننا لأجلك نقبل المحاربة بسلاح المحبة والمغفرة. ساعدنا لنثبت بتعاليمك رغم الآلام. آمين.

~قرار اليوم ~