مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

طلب رجل من يسوع أن يتدخّل لدى أخيه ليقاسمه الميراث. رفض يسوع أن يلعب هذا الدور، فهو لم يأتِ ليقضي في الأمور الشرعيّة أو في أمور الميراث فإن كان هذا الرجل يسعى إلى مصلحته الخاصة في الحصول على ما يعتبره حصّته، فإنّ رسالة يسوع تقوم على العمل لكي يحصل كلّ إنسان على “الميراث” الأبدي: ملكوت الله.

ثم يخبر على سبيل المثل قصّة بطلها رجل نجح في أعماله وظنّ أنّ كل همومه المستقبليّة تكمن في إدارة أمواله، قبل أن يتدخّل الله ليعلن له موته، ويطرح عليه السؤال حول مستقبل الأموال، تاركًا الجواب مفتوحًا أمام السامعين والقرّاء.

أعطاه الله الكثير، وبدلاً من أن يبادل هذا العطاء بعطاء لمن يحتاج، أراد التجميع والاحتفاظ بكلّ شيء لذاته، وكأن الحياة تقتصر عليه وعلى كل ما يملك. لكن اللامنتظر لا يلبث أن يفاجئه: “يا غبي!” حياتك ليست ملكًا لك بل هي مسؤوليّتك، ستؤدّي عنها حسابًا أمام الله المالك الأوحد لكلّ الخليقة.

~تأمل في النص ~

ملكوت الله الموعود، لا يحصل عليه الإنسان بالسعي إلى تجميع المال، بل بالمشاركة بالخيرات التي يملكها، وتوزيعها على الآخرين. يحذّر فحذار “من الطمع”، لأن “الكثير” أي ما يزيد عن حاجة الإنسان لا يفيد حياته. فإن كان من الطبيعي السعي للحصول على الضروري للحياة وكرامتها، فإنّ الاتّكال على الأموال وحدها للاطمئنان على المستقبل ليس إلاّ جهلاً وغباء.

فإن أردت أيّها الإنسان ألاّ تكون “غبيًّا” فما عليك سوى أن تحيا حياتك وأمام عينيك دومًا أنّ ساعة الموت وشيكة، بمعنى أن تحيا أيامك في علاقة وثيقة بالله الخالق والمخلّص.

~الفكرة الرئيسة ~

بدلاً من “جمع الخيرات من أجل اللّذات”، فليجمع المؤمنون “الخيرات نحو الله” من خلال مشاركة الآخرين بها، لأن الحياة الحقّة هي الحياة الأبديّة.

~صلاة ~

ساعدني يا رب أن أعرف كيف أجمع اليوم خيرات توصلني الى الأبدية، ساعدني أن أميّز بين المهمّ والأهمّ، وأن أختار ما يؤمّن لي الحياة غير الفانية. آمين.

~قرار اليوم ~