مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

تدور النقاشات بين يسوع والجموع في كلّ المقطع (آآ 14–36) حول الازدواجيّة في الحكم على أمور الحياة. ففي مقابل الذين يجدون الطوبى في سماع كلام الله، يظهر الذين لا يتعرّفون إلى يسوع فيطلبون آية. في هذا الإطار يتكلّم يسوع عن المصباح (آ 33) يطبّقه على العين (آآ 34–36).

تشكّل الآيات 33–36 قسمًا من الخطاب الذي وجّهه يسوع إلى الجموع والذي بدأ في الآية 29. وصل ملكوت الله إلى الشعب المؤمن بواسطة يسوع الذي علّم (آ 28)، وشفى (آ 20)، فأشرق النور في ظلمات هذا الشعب وأنار الله سراجًا في عتماته ويسوع هو هذا السراج وقد لمع في هذا العالم أمام كل من يأتونه ويريدون أن يروا (آآ 34–36). يشبّه يسوع المصباح بالعين التي تسمح للجسد، أي للإنسان، أن يرى في الظلمة وبالتالي بأن يحيا. فالجسد بحسب كلام يسوع هو كالبيت الذي ينيره مصباح، ومصباح هذا الجسد هو العين ويجب أن يكون فاعلاً.

~تأمل في النص ~

إنّ في الإنسان عينًا روحيّة تربطه بالله وتحوّل حياته إلى حياة إيمانيّة ينيرها الربّ لتنير من حولها. لكنّ هذه العين يمكن أن تحيد عن الربّ فلا تعود تقبل نوره وتتحوّل بالتالي إلى ظلمة. أما الزيت القادر على جعل حياة المؤمن نورًا يلمع في الظلمة فهي الكلمة التي أرسلها الله إلى العالم، والنعمة التي أفاضها على كل من يقبلها، والعلاقة التي نسجها مع كل من انفتح على معرفة يسوع. فإن كان كيانك منيرًا بالربّ فكلّ شيء من حولك يصبح منيرًا.

يسوع هو إذًا نور العالم (يو 8:12) وهو السراج الموضوع على المنارة ليراه الجميع (آ 33). والمسيحيّون بدورهم هم نور العالم، إنهم “عين” العالم و”سراج جسد” هذا العالم، إن كانوا مستنيرين بنور يسوع.

~الفكرة الرئيسة ~

إن لم يظلّ المؤمنون متعلّقين بالنور الحقيقي فسيتحوّلون إلى ظلمة مميتة لهم وللآخرين.

~صلاة ~

يا إلهنا، يا نور العالم لمن يريد أن يرى فيجد الخلاص، إفتح بصيرتنا لنعرفك فنرى الطريق والحق والحياة، ونصل إلى الفرح الحقيقي. آمين.

~قرار اليوم ~