مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

جوهر سؤال عالِم الشريعة هو كيف نرث الحياة الأبدية، وعندما أعاده يسوع إلى الشريعة، أجاب مركّزًا على محبة الله ومحبّة القريب. وأمام موافقة يسوع طرح عليه سؤالاً آخر: “من هو قريبي”؟

يشير عالِم الشريعة إلى القاعدة الذهبيّة في محبّة الناس مع التأكيد على المحبّة الكاملة لله. يبادر بسؤال يسوع عن مفهومه هو للقرابة فيجيبه يسوع بمثل يخبر عن رجل وقع بين أيدي اللصوص فسرقوه وضربوه وتركوه بين حيّ وميت. مرّ به كاهن كان من المفترض أن يسعفه فلم يفعل؛ ومرّ به لأويَ فتصرّف كما فعل الكاهن ومرّ على الجانب الآخر للطريق؛ ثم مرّ به سامريّ فتغيّر كلّ شيء عندما رآه لأنه أشفق عليه! لم يفكّر بالانقسامات والاختلافات بل هبّ لنجدته...

~تأمل في النص ~

مع تصرّف السامريّ انقلب مفهوم القرابة. ففي حين كان عالم الشريعة يسأل “من هو قريبي؟”، صار السؤال مع السامريّ “أنا قريب مَن؟” ليفهم القارئ بأن تصرّفاته هي لكي تجعله قريبًا أو بعيدًا من الناس.

يوضح المثل معنى الوصيّة الثانية “أحبّ قريبك” ويمهّد للخبر التالي المتمحور حول مرتا ومريم ومحبّة الله من كل النفس والقدرة والفكر. الأمثولة إذًا واضحة: يفترض بنا لا أن نبحث عن “أقرباء”، بل أن نقترب من الآخرين بحيث يصبح العالم كلّه عائلة واحدة لأب واحد هو الله. إنَّ إرادة الله هي أن نتمّم الشريعة بحسب ما عاش يسوع وعلّم.

~الفكرة الرئيسة ~

أنت قريب كلّ محتاج، فلا تنتظر من الآخر أن يكون قريبك، بل كن أنت قريب كلّ إنسان.

~صلاة ~

يا من أحبّنا حتى بذل ذاته عنّا، علّمنا أن جوهر المحبة هي أنها دون حدود، وأن جوهر الله محبة، وأن جوهر المؤمنين يكمن في عيش هذه المحبة. آمين.

~قرار اليوم ~