مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

في غمرة أفراح الهتاف والعزف والرقص جرت حادثة أوقفت إكمال المسير، كما ألقت الخوف في الألباب. فلقد وقع أحد حاملي تابوت العهد ميتًا، إذ تجاسر ومدّ يده عليه ليقيه من السقوط، وهذا ما جعل داود يغتاظ من الربّ. قد يصعب علينا تقبّل ما جرى، تمامًا كما كانت ردّة فعل داود، أمّا المغذى من هذا الحدث فهو ضرورة الطاعة لوصايا الله، إذ على اللّاويّين، دون سواهم، أن يحملوا تابوت العهد باستخدام العصي، وليس على عربة كما فعل الفلسطيّون
(1صم 6: 7 – 8)، كما عليهم ألاّ يمسّوه (عد 4: 15) حفظًا لهيبته وقدسيّته. بعد إحتدام غضبه، أصبح داود فريسة الخوف الذي حال دون أن يدعه يُنزل تابوت العهد عنده. لذا أودعه بيت عوبيد أدوم الجتّي، علمًا أنّ جتّ هي مدينة فلسطيّة وأنّ داود كان له فيها أصدقاء
(1صم 15: 18 – 22). أمّا ما يفاجئنا، فهو البركة التي ستحلّ على بيت عوبيد بسبب تابوت العهد، وبعد أن كان مدعاة خوف وغضب، سيتحوّل إلى نبع بركة وخيرات. يبقى أنّ البركة في الكتاب المقدّس يُشار إليها إمّا بكثرة البنين والبنات، أو بكثرة المقتنيات، أو بطول العمر، أمّا هنا فلا ندرك ماهيّتها لأنّ مدّة إقامة تابوت العهد هو فقط ثلاثة أشهر.

~ تأمل في النص ~

حيثما حلّ تابوت العهد، هذا الصندوق المقدّس الذي يحوي عدّة رموز لحضور الله الفعّال، تحلّ البركة معه، شرط أن يُكرَّم تِبعًا لإرادة الله.

~ الفكرة الرئيسة ~

تابوت العهد، الذي كان فيه وعاء ذهبيّ يحتوي المـَنّ وعصا هارون التي أورقت ولَوحا وصايا العَهْد، كان يذكّر بتدخّل الله في حياة شعبه لإعانته وإقامة العهد معه. وكان له بُعدان: يدلّ على قُرب الله وحضوره، ولكن أيضًا على قدسيّته وتساميه.

~ صلاة ~

كما باركتَ يا ربّ بيت عوبيد بسبب إستقباله تابوت العهد لمدّة ثلاثة أشهر، هكذا باركتَ بيت أليصابات عندما زارتـها العذراء مريم ومكثَت لديها ثلاثة اشهر، ونحن أيضًا أعطنا نعمة أن نستعدّ لاستقبالك في بيوتنا وقلوبنا، فتقيم فينا وبيننا وتُنعم علينا بالبركة.

~ قرار اليوم ~