مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

تتّسم صلاة حنّة بتسبحة مفعمة بالابتهاج والشكران، وهي تترافق وتَبادُل الهدايا بمجّانيّة من قبل الربّ وحنّة. هو، الخالق، القدّوس، واهب الحياة الذي أوجد الحياة بأسرها ولكنّه ما زال يتابع باستمرار عمله في الخلق، وقد منحها بغية قلبها، وهي المسكينة التي بكلّ طيبة خاطر كرّست له كلّ ما وهبها إيّاه.

تستهلّ حنّة نشيدها بالانطلاق من خبرتـها الشخصيّة، والذي ينتهي بنبوءة مسيحانيّة، تفتح الآفاق على المسيح الملك (آ 10).

يلفت انتباهنا كثرة المفردات المتعلّقة بالارتفاع: “إرتفع رأسي، يقيم المسكين، يجلسهما مع العظماء، يمنحهما عرش المجد، يرفع رأس مسيحه”، وهذا الارتفاع يطال المتّقين للربّ، أمّا المتشامخون فمصيرهم إلى التقهقر حتى يصلوا إلى مثوى الأموات. فهل يمكننا أن نصف تصرّف الربّ بالتعسّفي أو الاعتباطي؟ طبعًا لا، لأنّ جلّ ما يقوم به هو قصد حماية أصدقائه من المتغطرسين الطغاة.

~ تأمل في النص ~

يبدو الربّ بمثابة القاضي الكونيّ الذي يتدخّل ليضع حدًّا للمتكبّرين، وهو بالتالي يقلب جميع المقاييس والمقادير.

~ الفكرة الرئيسة ~

الإنسان المتواضع يجذب الربّ إليه ليفيض عليه نعمه، وهذا ما سنعاينه في فجر العهد الجديد مع مريم العذراء، التي بدورها ستظلّلها نعمة القدير لتُنشد تعظيمًا مماثلاً لنشيد حنّة. أمّا الانسان المتكبّر فلا يحظى حتّى بإلتفاتة من الربّ، ممّا سيؤدّي به إلى التسربل والتعثّر والزوال.

~ صلاة ~

يا ربّ، أعطني أن أكون فقيرًا إليك، وألاَّ أغتني إلاّ بك وبنِعمك.

~ قرار اليوم ~