مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

هذا تقرير الكاتب عن وضع بني إسرائيل في تلك الحقبة، عندما لم يكونوا قد أصبحوا بعد مملكة. يأتي هذا التقرير بعد أخبار متفرقة في الفصول 17 – 21، تصف الحالة الدينية والاجتماعية المنحطة التي كانت القبائل تعيشها: آلهة بيتية مع كهنتها، أنبياء بدائيون، ظلم واغتصاب، إلخ.

يبدو أن كاتب هذا التقرير يُفضل النظام الملَكي على النظام الثيوقراطي، فحاول أن يصف الحال المزرية التي كان فيها بنو إسرائيل عندما لم يكن لهم ملك. نحن في القرن الثاني عشر أو الحادي عشر ق.م. لم يكن بنو إسرائيل قد أصبحوا شعبًا موحدًا، بل كانوا ما زالوا قبائل متفرقة، يعيش كل منها في منطقة معينة في حدود فلسطين التاريخية (شرق الأردن والضفة الغربية). وكان لكل قبيلة تقاليدها وآلهتها. لم يكونوا توحدوا بعد تحت عبادة الإله القومي ولا الإله الواحد. وكُنا قد رأينا القضاة أنفسهم كيف ينتقلون من عبادة يهوه إلى عبادة آلهة أخرى. نستطيع القول بأنها كانت بدايات التوحد في عبادة الإله يهوه. نعم كان كل منهم يعيش على هواه، لا يخضع إلاّ لتقليد القبيلة وقانون القوة. في هذه الأحوال الصعبة، نتلمس يد الله تخط تاريخ الخلاص في أرضية تقاليد اجتماعية صعبة فيها الكثير من الظلم والاستبداد والعنصرية. لكن هذه الأشياء كلها لا تستطيع أن تعيق عمل الله في التاريخ البشري.

~ تأمل في النص ~

حيث لا يوجد ملك على الحياة تسود الفوضى. ليس المهم أن يسود ملكٌ، المهم هو أي ملك يسود؟ طبيعة الملك توجه أمور الحياة؛ فملك شرير يوجه الحياة نحو الشر، على نقيض من إرادة الله. ملك صالح يوجه الحياة إلى عمل الخير بانسجام مع مشيئة الله. يتكلم الكتاب المقدس عن مملكتين وملكين، مملكة الظلمة تحت ملك الشرير، ومملكة النور تحت ملك الله، وكل البشر مواطنون. مملكة الظلمة فيها عبودية وشر، ومملكة النور حرية ومحبة. جاء المسيح ليخلِّصنا من سلطان الظلمة وينقلنا إلى مملكة النور فنصبح أولاد النور (أف 5: 1). ما علينا إلاّ أن نتجاوب مع عمل الله ونعيش في النور حيث كل واحد لا يعمل على هواه، بل ما يرضي الله ويبني ملكوته.

~ الفكرة الرئيسة ~

ليس المهم أن يوجد ملك على رأس المملكة، المهم كيف هو الملك؟ ملك بحسب إرادة الله يقود الشعوب في عمل المحبة ويبني ملكوت الله على الأرض.

~ صلاة ~

إلهي! أشكرك لأنك أتيت إلي وخلصتني من مملكة الظلمة ونقلتني إلى مملكة النور. ساعدني لأبقى فيها دائمًا وأعمل إرادتك الصالحة.

~ قرار اليوم ~