مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

قبل تنفيذ حكم الصليب، يذكر الإنجيلي بأن “مذنبين” كانا مجكومين بالقتل دون أن يستعمل كلمة “لص”. يحتوي نصّ صلب يسوع بحسب لوقا على ثلاث كلمات ليسوع. في الأولى يطلب من أبيه أن يغفر لصالبيه “لأنهم لا يدرون ما يعملون”؛ وفي الثانية يستجيب لطلب اللصّ (أي المجرم عند لوقا)، الذي يعلن براءته ويطلب منه الرحمة، فيعده بمشاركته ملكوته؛ أمّا الكلمة الثالثة فيتوجه بها إلى الآب واضعًا ذاته بين يديه. وفي النص أيضًا تجارب ثلاث يواجهها يسوع المصلوب. تأتيه التجربة الأولى من قبل الشعب ورؤسائه، الواقفين ينظرون ويتهكّمون لكونه “مسيح الله المختار”، في حين يبدو وكأنّ الله قد تركه وتخلّى عنه. ثم يأتي ثانيًا دور الجنود الهازئين “بملك اليهود” العاجز عن تخليص ذاته. وأخيرًا تحدّاه أحد المجرمَين المصلوبَين معه، فشتمه على أنه “المسيح” وهو غير قادر على تخليص ذاته ومن معه. فيطلب اللّص الآخر من يسوع أن يكون “معه”. في مضمون كلام أحد اللصّين عناصر ثلاثة: دعوة إلى خوف الله؛ واعتراف بذنبهما، وإعلان عن براءة يسوع. يعتبر لوقا أن موقف هذا اللص هو خطوة أولى في مسيرة توبته، دلالة على أنّ التوبة متاحة أمام الجميع حتى نهاية العمر؛ وفي طلبه من يسوع أن يذكره في ملكوته، يطلب منه أن يتصرّف بالأمانة عينها التي أظهرها الله تجاه شعبه.

~ تأمل في النص ~

أيّ مسيح هو هذا الذي لا يستطيع خلاص نفسه والآخرين؟ رفض يسوع الردّ على تهكّمات السلطات والتجارب التي أخضعوه لها، لكنّه أجاب عمّا يخصّ العالم الأبدي. “اليوم تكون معي في الفردوس” هذا “اليوم” هو يوم التتويج المسيحانيّ، الذي بدأ مع بداية رسالة يسوع، والذي سيسمح لهذا اللص التائب أن يكون “مع” الربّ في الملكوت في عداد البقيّة الأمينة لله. يسوع في الإنجيل هو “عمانوئيل” الله معنا! فلكلّ من يواجه الموت، رسالة تطمئنه إلى مستقبله الذي سيكون “مع” يسوع في ملكوته، إن هو طلب منه ذلك.

~ الفكرة الرئيسة ~

اقبلني يا رب في ملكوتك.

~ صلاة ~

في داخل كلٍّ منّا “مذنب” يستحق الصلب. قوّنا لنطلب المغفرة، فنكون في ملكوتك “اليوم”، وتتحوّل حياتنا “على الأرض كما في السماء”. آمين.

~ قرار اليوم ~