مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يقدّم لوقا نزاع يسوع في بستان الزيتون على أنّه صلاة. منذ دخوله أورشليم، ويسوع يعلّم نهارًا في الهيكل ويذهب ليلاً ليبيت في جبل الزيتون. لم يغيّر عادته هذه الليلة، مع علمه بما سيحدث. لم يحاول أن يتفادى الأحداث ويهرب من “الساعة” التي حدّدها الآب ( آ 39)، بل يتوجّه بعزم نحو مصيره “يتبعه تلاميذه” ( آ 39). وبدلاً من الاستسلام إلى الراحة بعد نهار طويل وصعب، ها هو يكرّس وقته للصلاة ويدعو تلاميذه للاقتداء به.

يقدّم لوقا في نص بستان الزيتون صورة ليسوع الإنسان الذي يشارك البشر قلقهم، واضطرابهم، وخوفهم. حُسِب مع الأثمة والخارجين عن القانون، واختبر ظلم الناس وقسوة هذا العالم، لكنّه رجل صلاة في كلّ ما يعانيه. هو المملوء من الروح القدس بقي “إبنًا” (ركع، وأجهد نفسه في الصلاة)، لكنّه يخضع لإرادة الآب الخلاصيّة “لتكن إرادتك” وعلى الرغم من كل الصراع لا يذكر لوقا شيئًا عن الحزن “حتى الموت” وعن “اضطراب” يسوع كما نجد عند مرقس ومتّى (مر 14: 34، مت 26: 37).

~ تأمل في النص ~

في كلّ أوقات حياته كان يسوع يصلّي، وهو أمين لصلاته الآن؛ والذين تبعوه منذ البداية، وتبعوه الآن (آ 39) مدعوون الآن إلى الثبات في الصلاة أمام التجربة (آ آ 40، 46). فالصلاة لا تجنّب من المحنة أو تمحوها من الوجود، لكنّها تتضرّع إلى الله كي لا تتحوّل هذه المحنة إلى تجربة قاتلة (آ آ 41 – 44).

“ظهر له ملاك من السماء يقويّه” دون أن يحمل له أيّة رسالة (آ 43). من الطبيعي أن ينتظر القرّاء جهاد يسوع وعرقه قبل صلاته وقبل حصوله على القوّة الإلهيّة فيحصل عكس ذلك! وكأنّ القديس لوقا يؤكّد أنّ النهايات في حياة المؤمنين ليست سعيدة دائمًا. فإن كان حضور الله أكيدًا وحقيقيًا فهو لا ينفي الألم والجهاد حتى الغلبة.

~ الفكرة الرئيسة ~

لكنّ يسوع يمنع تلاميذه من الهرب والحسرة، فعليهم أن “يقوموا” ويتمثّلوا به في الصلاة التي كانوا عاجزين عنها.

~ صلاة ~

أين نهرب من آلامنا والقلق من المصير المجهول؟ أمام الصعوبة الكبرى نرى أنفسنا وحدنا يا رب. لا صديق يفهم، ولا قريب قادر أن يحمل ما نحمل، ولا من يزيح الهمّ!وحدك يا رب تبقى حاضرًا، مصغيًا، مشجّعًا... تُمسكنا فلا نتهاوى، وتُشدّدنا فنثبت أقوياء بالرغم من الوجع. كن يا رب معنا في آلامنا فنعرف أن الغلبة آتية. آمين.

~ قرار اليوم ~