مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025Sample

نعمة الله العظيمة

كان المصلح الإنجليزي جون برادفورد (تقريبا 1510- 1555)، يرى حشدا من المجرمين المدانين يُساقون إلى الإعدام، ويقال أنه قد قال ملاحظا، "لولا نعمة الله، لكان جون برادفورد سيمضي إلى هناك هو الآخر". في عام 1807، عبّر جون نيوتن، الذي يشتهر بأنه مؤلف ترنيمة "النعمة العجيبة"، بصورة مختصرة عن نعمة الله العجيبة ضمن بعض من آخر كلماته بينما كان يحتضر. فقد أعلن قائلا، "أنا خاطيء كبير لكن المسيح مخلص عظيم". في فقرة العهد الجديد اليوم، يتحدث بطرس عن "إله كل نعمة" (1بط10:5). فكيف ينبغي عليك أن تتجاوب مع نعمة الله العظيمة؟

المَزاميرُ 134:‏1-‏3

اُشكُر وسبِّح إله كل نعمة

النعمة هبة، والتجاوب المناسب مع الهبة هو الشكر. التسبيح هو أسمى صورة من الشكر، وبالتالي فإن التسبيح والعبادة هما التجاوب المناسب مع إله كل نعمة.

يكتب المرنم، "هُوَذَا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ، الْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِاللَّيَالِي. ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْقُدْسِ، وَبَارِكُوا الرَّبَّ" (ع1-2).

يا رب، أشكرك جدا لأنك إله كل نعمة. أشكرك لأنك "الصَّانِعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ"، فباركني (ع3).

بُطرُسَ الأولَى 5:‏1-‏14

ضعوا أنفسكم أمام إله كل نعمة

دُعي القادة ليكونوا "أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ" (ع3). ينبغي أن يكون الاتضاع هو علامة القائد المسيحي. لا تترأس على من هم حولك، آمرا إياهم بما يفعلون: "وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ" (ع3)؛ "لا تتأمروا على الآخرين آمرين إياهم بما يفعلون، بل أروهم الطريق بلطف" (ع3، الرسالة).

القادة في الكنيسة مدعوون ليكونوا رعاة. يقول البابا فرانسيس أن الراعي ينبغي أن يشم الخراف. الرعاة يحبون خرافهم، ويعتنون بهم ويبقون على مقربة منهم. الراعي يشرف على العمل الرعوي الذي يقوم به الآخرون، مشجعا إياهم على استخدام مواهبهم.

يقول بطرس إن هذا ليس شيئا ينبغي أن نعتبره واجبا، بل شيئا نريد القيام به بحق (ع2). حيث لا ينبغي القيام به من باب الرغبة في المكسب الشخصي – "وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ" (ع2) – بل من باب الرغبة في خدمة الآخرين – "بَلْ بِنَشَاطٍ" (ع2).

ثم يقول بطرس أن "على الشباب ان يتبعوا قادتهم" (ع5، الرسالة). ينبغي أن يقود القادة بنعمة وينبغي أن يتبع الأتباع بنعمة.

ثم يختم رسالته بثلاثة توجيهات "للجميع" (ع5). وهي كيفية التجاوب مع "إله كل نعمة" (ع10). تتخلل النعمة العهد الجديد كله كما تتخلل هذه الفقرة: "هذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْحَقِيقِيَّةُ" (ع12).

• اخضعوا أنفسكم

يكتب بطرس، "وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ" (ع5). بينما "اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ" (ع5)، إلا أن "وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (ع5). التواضع اختيار. إنه شيء أنت مُطالب بفعله بنفسك: "فَتَوَاضَعُوا" (ع6). التواضع تصرف ينبع من الإرادة.

التواضع، كما أشار س. إس. لويس، "ليس هو التفكير في نفسك بأنك أقل شأنا؛ بل هو قلة التفكير في نفسك". توجد رابطة قوية بين التواضع والنعمة. لأن النعمة مجانية، فالتجاوب الوحيد الملائم للنعمة هو التواضع.

• عِشْ بلا هم أمام الله

يكتب بطرس، "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ" (ع7). ويختم بتلك الكلمات، "سَلاَمٌ لَكُمْ جَمِيعِكُمُ الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (ع14). الله يحبك. إنه إله كل نعمة. يمكنك أن تلقي بكل همومك عليه. لا شيء أكبر أو أصغر من أن تسلمه له. كتب توما الكمبيسي، "إنهم يرتحلون بخفة أولئك الذين تحملهم نعمة الله".

البقاء في سلام هو الدليل على أنك قد وضعت نفسك أمام الله، وأنك تثق في إنه يفعل ما يلزم فعله.

• ابقَ منتبها ويقظا

"اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (ع8). يُذَكِّر بطرس قراءه بأنهم "ليسوا الوحيدون" الذين يتألمون وأن هذا "لنت يستمر إلى الأبد"، قائلا، "الله هو من له الكلمة الأخيرة" (ع9-11، الرسالة).

تختلف السمات الموصى بها في هذه الفقرة جدا عن قيم ثقافتنا. عبادة الشباب والجمال يحل محلها تشديد على تقدير الشيوخ والحكماء والخضوع لهم. تعظيم الذات يحل محلها التواضع. تجد وعدا بمعونة الله في التعامل مع صراعات الضغوط والقلق. بدلا من السعي وراء الشبع الفوري، أنت مدعو لتكون "عفيفا ومنتبها". وهذه ليست بالأمور التي يسهل القيام بها – لكن إن فعلتها، ستقف بثبات وتقاوم الشيطان.

يا رب، ساعدني حتى أكون خاضعا، متضعا، عفيفا ومنتبها. ساعدني حتى أرصد أعمال إبليس وأقاومها.اليوم أريد أن أطرح كل قلقي عليك ... أشكرك لأنك إله كل نعمة.

دانيآل 1:‏1-‏2:‏23

ضع ثقتك في إله كل نعمة

هل تعمل في بيئة علمانية دنيوية حيث الناس الموجودين من حولك لديهم معايير تختلف تماما عن معاييرك؟

يرسم سفر دانيال حياة ووظائف دانيال وثلاثة من الشبان الآخرين الذين استطاعوا أن ينجحوا ويزدهروا في مجال الخدمة المدنية في بابل. يعطيك نموذج حياتهم نموذجا عظيما حول كيفية العمل بطريقة بها تقوى الله، في بيئة لا تعترف بالله ولا تتبعه. وهذا يعكس الوضع في معظم أماكن العمل "العلمانية". تُعَدّ هذه الإصحاحات إذن منجم ذهب نرى فيه نماذج عملية تعيننا.

نرى الأصدقاء الأربعة يتعاونون مع رؤسائهم في العمل، لكن بدون تنازل عن الحق. فهم يرفضون الانصياع، لكنهم يلقون بأنفسهم بكل أمانة في وضعهم الجديد وفي وظائفهم الجديدة. ويجتازون تدريبا وإعدادا للقيادة مدته ثلاث سنوات. كما سمحوا بتغيير أسمائهم لتعكس إنهم الآن جزء من الإدارة البابلية، وهكذا يبدون جميعا إنهم قد تقلدوا وظائف ناجحة.

في نفس الوقت، صمموا على ألا يتنازلوا عن معتقداتهم أو ينجِّسوا أنفسهم. يمكنك أن تنجس نفسك اليوم بنوعية الأفلام وبرامج التلفاز التي تشاهدها، أو مواقع الأنترنت التي تدخلها، أو الأشياء التي تسمعها. "أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ" (8:1). (ربما كان هذا لأن الطعام الملكي كان تقدمة وذبيحة للآلهة البابلية). لم يسمحوا البتة لالتزامهم بهذه الوظائف الجديدة بأن يدوس على ولائهم الأعلى لله.

لكن، كان دانيال حكيما بشكل كافٍ حتى لا يُرفَض فقط – بل وحاول أن يعمل مع من هم في سلطة عليه. فقد طلب الإذن ثم جعل الله، في نعمته، الموظف الرسمي يبدي معروفا وتعاطفا مع دانيال (ع9).

"أَمَّا هؤُلاَءِ الْفِتْيَانُ الأَرْبَعَةُ فَأَعْطَاهُمُ اللهُ مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ، وَكَانَ دَانِيآلُ فَهِيمًا بِكُلِّ الرُّؤَى وَالأَحْلاَمِ" (ع17). رغم أن هؤلاء الشبان كانت لديهم قدرات طبيعية رائعة – فقد كانوا "فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ" (ع4) – إلا أن قوة دانيال الحقيقية أتت من حكمة الله الفائقة للطبيعة.

ومثل دانيال أنت أيضا مدعو لتحيا حياة النقاوة ولتكون في سلام تام. اتبع مثال حياة دانيال وكن مرتاحا في داخلك وسر ولك علاقة وثيقة مع الله.

من الناحية الأخرى، كان لدى نبوخذ نصر قوة وسلطانا وثروة هائلين. كان معروفا تماما ومحترما ومهوبا. لم يكن هناك تهديد حقيقي لأمنه ومع هذا فقد كان يشعر بعدم الأمان وبالخوف الشديد. نحتاج أن نكون واعين بأنه تحت مظهر الاكتفاء الذاتي المزيف يمن أن يختفي شعور متأصل عميق بعدم الأمان.

فقد كانت أحلامه ترعبه حتى إنه لم يقدر أن ينام. وفي هذه الأزمة، عرف في قلبه أن السحرة لم تكن لديهم القدرة التي ادعوها بل كانوا يلعبون بعض الألاعيب. فقد اعترفوا بشكل واضح بأنه ليس لديهم أية حكمة فائقة (9:2-11).

اعترف دانيال بأن الله وحده هو مصدر كل قدرة وحكمة (ع20). وبصورة رائعة، لن يكشف لك الله فقط، في نعمته، الأسرار، بل وسوف يعطيك الحكمة والقدرة على فهم موقفك والتعامل معه. يمكنك أن تتعلم من مثال حياة دانيال:

• ليكن لديك إيمان في الله

فقد آمن أن الله سوف يتحدث إليه (ع16).

• اعرف قوة الصلاة

لقد طلب وقتا بسيطا ثم طلب من أصدقائه أن "يصَلّوا إلى إله السماء طلبا للرحمة لحل هذا السر الغامض" (ع18، الرسالة).

• رافق الصلاة بالفعل

لقد ذهب ليرى نبوخذ نصر "حِينَئِذٍ أَجَابَ دَانِيآلُ بِحِكْمَةٍ وَعَقْل لأَرْيُوخَ رَئِيسِ شُرَطِ الْمَلِكِ" (ع14).

• تعلم أن تميز صوت الله

عندما تكلم الله معه في رؤيا، كان متيقنا تماما من إنه يقدر أن يشكره ويسبحه مقدما قبل أن يشارك الملك بما أخذه: "أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: لِيَكُنِ اسْمُ اللهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ ... إِيَّاكَ يَا إِلهَ آبَائِي أَحْمَدُ، وَأُسَبِّحُ" (ع20، 23).

أسبحك لأنك أنت صانع السموات والأرض الذي يباركني. ساعدني، مثل دانيال، حتى أعيش حياة النقاوة والعلاقة الوثيقة معك. من فضلك امنحني الحكمة والقوة. ساعدني حتى أسمع صوتك وأتكلم به بثقة.

Pippa Adds

تعليق من بيبا

دا12:1-15

"فَلْيُعْطُونَا الْقَطَانِيَّ لِنَأْكُلَ وَمَاءً لِنَشْرَبَ. وَلْيَنْظُرُوا إِلَى مَنَاظِرِنَا أَمَامَكَ وَإِلَى مَنَاظِرِ الْفِتْيَانِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ ... وَعِنْدَ نِهَايَةِ الْعَشَرَةِ الأَيَّامِ ظَهَرَتْ مَنَاظِرُهُمْ أَحْسَنَ وَأَسْمَنَ لَحْمًا مِنْ كُلِّ الْفِتْيَانِ الآكِلِينَ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ".

لا شك إنه يوجد شيء مختلف في تناول الطعام الصحي. يشدِّد بير جريلز على تناول الطعام الصحي وأنظر إليه! (لقد خرج للتو لشراء بعض الخضروات!)