مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025Sample

كيف تنصت للروح القدس

كان ويل ويسبي وكيلا عقاريا شابا وناجحا. وكان يشكك في المسيحية بشراسة. وذات أسبوع في يوم الأحد، دعاه صديق له ليأتي إلى كنيسة الثالوث الأقدس. وفي أثناء الخدمة، حصل أحدهم على "كلمة علم" جاءت كالتالي: "يوجد انسان هنا يتوقع وصول سيارة رياضية ذات سقف متحرك إليه في غضون يومين. وكان قد عمل طول حياته باجتهاد ليحقق النجاح. وكان العمل هو حياته. وقد حصل على السيارة والبيت ونمط الحياة ومع هذا ليس سعيدا. والله يريده أن يعلم أن هناك شيء أكثر أهمية يحتاج أن يركز عليه". ونتيجة لهذا كتب ويل، "لم أقدر أن اصدق هذا. كانت سيارتي هي ألطف ما يمكن شراؤه. وكنت أتوقع وصولها في غضون يومين بالضبط ولم أخبر أي شخص. كنت أربح مائة ألف جنيه إسترليني سنويا. وكان العمل هو حياتي. هذه الليلة، ولأول مرة في حياتي، صليت بحق". تقابل ويل مع يسوع المسيح وامتلأ بالروح القدس. قال، "الآن أعرف أن يسوع موجود. إنه يحبني وهو معي". يحيا الكثيرون منا في العالم في حالة انشغال وفي ضوضاء الحياة. ووسط كل هذه الضوضاء والكلام والأمور التي تشتت كيف تسمع صوت الروح القدس؟

أمثالٌ 20:‏15-‏24

أنصت إلى الحكمة والمعرفة

واحدة من الطرق التي تستطيع أن تسمع بها صوت الروح القدس هي من خلال نصيحة الآخرين الحكيمة. يعد الأشخاص الحكماء ذوي المعرفة أشخاص ذوي قيمة لا تقدر. "يُوجَدُ ذَهَبٌ وَكَثْرَةُ لآلِئَ، أَمَّا شِفَاهُ الْمَعْرِفَةِ فَمَتَاعٌ ثَمِينٌ" (ع15). "الشرب من كاس المعرفة الجميل أفضل من تزيين المرء نفسه بالذهب والجواهر النادرة" (ع15، الرسالة).

اطلب المساعدة عند اتخاذ القرارات الهامة: "اَلْمَقَاصِدُ تُثَبَّتُ بِالْمَشُورَةِ" (ع18). طبعا ستظل مسئولا عن تصرفاتك بالرغم من هذا: "قم بصياغة أهدافك بعد طلب المشورة، ثم قم بتنفيذها مستخدما كل المعونة التي يمكنك الحصول عليها" (ع18، الرسالة).

يمتليء سفر الأمثال نفسه بالنصيحة الحكيمة. فهو يوصيك أن تحترس من النميمة ومن خيانة الثقة، ومن تجنب الأشخاص الذين يتكلمون أكثر من اللازم. "اَلسَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، فَلاَ تُخَالِطِ الْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ" (ع19). طرزت أحد النمامات الشهيرات هذه المقولة الصحيحة على وسادتها: "إن لم يكن لديك أي شيء جيد لتقوله عن أي شخص تعال وأجلس بجانبي"!

نصيحة أخرى حكيمة هي التحذير من الانتقام، "لاَ تَقُلْ: «إِنِّي أُجَازِي شَرًّا». انْتَظِرِ الرَّبَّ فَيُخَلِّصَكَ" (ع22).

الإنصات للروح القدس يعني الإنصات لكلمة الرب. "مِنَ الرَّبِّ خَطَوَاتُ الرَّجُلِ، أَمَّا الإِنْسَانُ فَكَيْفَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ؟" (ع24). انصت للروح بينما يتحدث إليك من خلال الكتاب المقدس.

يا رب، أشكرك لأن روحك القدوس يتحدث إلي من خلال الكتاب المقدس. ساعدني حتى أسمع لصوتك وأطيعه.

كورِنثوس الأولَى 14:‏1-‏19

أنصت من خلال مواهب الروح القدس

علِّ من شأن المحبة؛ ولكن ليس بصورة تقلل من أهمية مواهب الروح القدس. يشدد بولس على أهمية الأثنين: "اِتْبَعُوا الْمَحَبَّةَ، وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، وَبِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا" (ع1). يقول بعض الناس إنه ينبغي علينا أن "نشتهي العاطي وليس العطايا"، ولكن العاطي هنا يوصينا أن نشتهي المواهب.

النبوة هي واحدة من مواهب الروح القدس والتي يتحدث الروح من خلالها للكنيسة. يشدد بولس على أهمية هذه الموهبة بالنسبة للكنيسة. إنها حتى أكثر أهمية من التحدث بألسنة: "إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا" (ع5).

رغم أن بولس كان يتكلم في موقف كانت موهبة الألسنة فيه في خطر سوء الاستخدام، إلا إنه كان ما زال إيجابيا بصورة ملحوظة من نحو هذه الموهبة. يقول بولس إن من يصلون بألسنة يبنون أنفسهم (ع4). إنها موهبة جيدة للجميع (ع5). الألسنة طريقة للصلاة في الروح (ع14) وهي في الأساس للشكر والتسبيح (ع16-17). ويشهد عن استخدامه الشخصي لهذه الموهبة، "أَشْكُرُ إِلهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ" (ع18).

يميز بولس بين استخدام الموهبة بشكل فيه خصوصية (وهو ما يشجع عليه عامة) واستخدام الموهبة علانية في الكنيسة.

إن تحدث شخص بالألسنة في الكنيسة، ينبغي أن تكون هناك ترجمة (ع5، 18-19). عندما تستخدم مع موهبة الترجمة تصبح مكافئة لموهبة النبوة (ع5).

تمكن موهبة الترجمة الكنيسة من أن تحصل على بناء بعد الصلاة بألسنة علانية (ع5). ينبغي أن يصلي كل من لديه موهبة الألسنة من أجل الحصول على هذه الموهبة أيضا حتى يمكن للكنيسة أن تبنى.

النبوة هي القدرة على سماع ما يقوله الله وتمريره للآخرين. إنها موهبة روحية ذات أهمية عالية جدا في الكنيسة، وينبغي اشتهاءها بشدة (ع1). وهي ليست مختصة بالضرورة بالإخبار بالمستقبل. بل إنها إخبار في الأساس بما يقوله الله في الوضع الحالي.

لقد توصل المسيحيون الأوائل لرؤية العهد القديم في الأساس كنبوة (أنظر، على سبيل المثال، 2بط20:1). العهد القديم هو الشهادة النبوية عن يسوع. العهد الجديد هو الشهادة الرسولية عن يسوع. لا يوجد مكافيء لهما اليوم من حيث السلطان.

كلمات الأنبياء اليوم ليست ذا سلطة مساوية لكلمات الأنبياء والرسل التي تكون منها الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس لكل المسيحيين في كل الأماكن وفي كل الأوقات. أما الكلمة النبوية فهي كلمة خاصة، ملهمة من الله، ولكنها معطاة لشخص أو أشخاص معينين، في توقيت معين ولأجل غرض خاص. إنها تقرير انساني، وأحيانا تكون خطأ في جزء منها، عن أمر تحدث به الروح القدس لذهن شخص ما.

لكن، يضع الرسول بولس موهبة النبوة في مكانة عالية جدا (1كو1:14) لأنها موهبة تبني الكنيسة (ع4) ويمكن أن يكون لها تأثير على "غير المؤمنين": "وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَنَبَّأُونَ، فَدَخَلَ أَحَدٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ أَوْ عَامِّيٌّ، فَإِنَّهُ يُوَبَّخُ مِنَ الْجَمِيعِ. يُحْكَمُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَمِيعِ. وَهكَذَا تَصِيرُ خَفَايَا قَلْبِهِ ظَاهِرَةً. وَهكَذَا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ وَيَسْجُدُ ِللهِ، مُنَادِيًا: أَنَّ اللهَ بِالْحَقِيقَةِ فِيكُمْ" (ع24-25). وهذا بالضبط ما حدث مع ويل ويزبي.

تحتاج النبوة أن تُمتحن: "أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ، وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ" (ع29).

هل تتفق مع الكتاب المقدس؟

فالله لن يناقض نفسه.

ما هي شخصية النبي؟

هل هو شخص محب؟ (ع1).

ما هو تأثير النبوة؟

يكتب بولس، "وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ" (ع3). الكلمات النبوية الحقيقية ستكون دائما إيجابية من حيث إنها ستقوي وتشجع وتعزي الناس.

عامة، تؤكد الكلمات النبوية ما قد وضعه الروح القدس بالفعل في قلوبنا. إن كنت غير متأكد من كلمة نبوية معينة، لا تتصرف بتسرع لكن أفعل ما فعلته مريم، أم يسوع، انتظر واحفظها في قلبك.

يا رب، ساعدنا ككنيسة حتى نخلق جوا من التوقع لسماع الروح القدس يتحدث إلينا بينما ننصت – تابعين طريق المحبة ومبتغين بقوة مواهب الروح.

أخبارِ الثّاني 10:‏1-‏12:‏16

أنصت للنصيحة الجيدة والكلمات النبوية

أقترف رحبعام خطا كبيرا. تكلم الروح القدس إليه من خلال الشيوخ. فقد قالوا له، "إِنْ كُنْتَ صَالِحًا نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ وَأَرْضَيْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَمًا حَسَنًا، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيدًا كُلَّ الأَيَّامِ" (7:10).

أخطأ رحبعام في رفض نصيحة الشيوخ (ع8). لكنه أصغى بدلا من هذا إلى نصيحة سيئة للغاية من شباب تربى معهم (ع10-11).

"وَلَمْ يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ" (ع15). عندما رأى كل إسرائيل أن "الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ" (ع16)، تمردوا.

لكن الله لم يكف عن التكلم إلى رحبعام. "وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا رَجُلِ اللهِ قَائِلاً: «كَلِّمْ رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ مَلِكَ يَهُوذَا وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ" (2:11- 4).

هذه المرة اتحد الملك والشعب في الإنصات إلى الرب – "فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ الرَّبِّ وَرَجَعُوا عَنِ الذَّهَابِ ضِدَّ يَرُبْعَامَ" (ع4).

فيما بعد، تكلم الرب مرة أخرى من خلال النبي شمعيا: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضًا تَرَكْتُكُمْ" (5:12). مرة أخرى، أنصتوا. "فَتَذَلَّلَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ وَالْمَلِكُ وَقَالُوا: بَارٌّ هُوَ الرَّبُّ" (ع6). نتيجة لهذا، "فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا قَائِلاً: قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلاً مِنَ النَّجَاةِ ..." (ع7).

يا رب، من فضلك أعطني الحكمة في سماع صوتك ومعرفة ما هي النصيحة التي من روح الله وما هي النصيحة التي ليست منه. ساعدني حتى أتعلم أن أصغي إلى الروح القدس.

Pippa Adds

تعليق من بيبا

1كو4:14

"مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ".

عندما سئلت صديقة لنا منذ عدة سنوات عما إذا كانت تحب موهبة التكلم بألسنة، أجابت قائلة، "إن كانت مفيدة". إنني بحاجة لكل المساعدة التي يمكنني الحصول عليها. إنني ممتنة جدا لله من أجل هذه الموهبة لأنه في كثير من الأوقات، عندما كنت غير قادرة على التعبير عما أشعر به، استخدمت هذه الموهبة لأسكب ما بقلبي.