مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع وإخوته(يوحنّا7: 1-9)

~النص البيبلي~

7وسارَ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ في الجليلِ، وما شاءَ أنْ يَسيرَ في اليَهوديَّةِ، لأنَّ اليَهودَ كانوا يُريدونَ أنْ يَقتُلوهُ.2ولمَّا اَقتَرَبَ عِيدُ المظالِّ عِندَ اليَهودِ،3قالَ لَه إخوتُهُ: “أُترُكْ هذا المكانَ واَذهَبْ إلى بلادِ اليَهوديَّةِ حتّى يَرى التَّلاميذُ أعمالَكَ،4فلا أحَدٌ يَعمَلُ في الخِفيةِ إذا أرادَ أنْ يَعرِفَهُ النّـاسُ.وما دُمتَ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ، فأَظهِرْ نَفسَكَ للعالَمِ”.5وكانَ إخوتُهُ أنفُسُهُم لا يُؤمِنونَ بِه.6فقالَ لهُم يَسوعُ: “ما جاءَ وقتي بَعدُ.وأمَّا أنتُم، فالوَقتُ في كُلِّ حينٍ وَقتُكُم.7أنتُم لا يُبغِضُكُمُ العالَمُ، ولكنَّهُ يُبغِضُني لأنِّي أشهَدُ على فسادِ أعمالِهِ.8إِصْعَدوا أنتُم إلى العيدِ، فأنا لا أصعَدُ إلى هذا العيدِ، لأنَّ وَقتي ما جاءَ بَعدُ”.9قالَ لهُم هذا وبَقِيَ في الجليلِ.

~شرح النص~

لا ينسحب يسوع من اليهوديّة خوفًا ممّن يريد قتله، بل لأنّ ساعته لم تأتِ بعد.فهو يعي أنّه يبذل حياته ولا أحد ينتزعها منه انتزاعًا.يفعل ما يفعل طاعةً للآب، لا رغبةً في إرضاء البشر الذين ينتظرون منه آيةً.كذلك إخوة يسوع يحاولون أن يدفعوه باتّجاه ما ينتظره العالم.يريدون منه أن يكشف نفسه على طريقة البشر لا بحسب إرادة الآب.وفي العمق، هم لا يؤمنون به.ولكنّ يسوع يبقى أمينًا لوقت الآب ويقول لهم بكلّ جرأة ما معناه أنّهم من العالم ولذلك لا يبغضهم العالم.يسوع يشهد على فساد أعمال العالم.هو الحقّ ويسير دومًا في الحقّ الذي يحرّر.يعرف أن ينتظر ساعته، بانسجام مع وقت الآب.نضاله ليس مع أشخاص ولكنّ مع قلة إيمانهم ولو كانوا من أقربائه.

~تأمل في النص~

من التجارب التي تواجهنا تجربة إرضاء النّاس على حساب رضى الله.تهزّنا نظرات الآخرين، خاصّةً من أعضاء عائلتنا البشريّة.ويزعجنا الانتظار، إنتظار وقت الله.إختبار الله في حياتنا يحرّرنا من رأي الآخرين، من البحث عن قيمتنا في عيونهم، من سطحيّة المظاهر وخبث الكذب.إختبار الله في حياتنا يقودنا إلى البحث عن مشيئته من دون التزلّف لاستدرار تقدير العالم الفاسد.

~الفكرة الرئيسة~

الطّاعة لمشيئة الله تعلّمنا الانتظار لتوقيته.فوقت الله يحرّرنا من ثقل النظرات البشريّة ومن خيبات آمالنا المحدودة في مصالحنا.

~صلاة~

أؤمن بك يا ربّ، فاديَّ ومخلّصي.أنت تختار لي الوقت المناسب دومًا لأعبّر عن حبّك وأشهد لك في العالم.

~قرار اليوم~