مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد تأسيس الفصح في قصة الخروج (خر 12)، لم يحتفل بنو إسرائيل بالفصح طيلة فترة مكوثهم في صحراء سيناء وهم في طريقهم إلى أرض كنعان، أرض الموعد. الكلمة العبرية “بِّساح” (الفصح) تعني “عبور”: عبور من الموت إلى الحياة عندما عفا عن أبكارهم ملاك الموت في مصر (خر 12:13)؛ وعبور من العبودية إلى الحرية. أهم ما في الاحتفال الفصحي هو أكل خروف الفصح مشويًا مع أعشاب مرة، رمز مرارة العبودية التي قاسوها في مصر. يلي الفصح عيد الفطير، ويقضي الاحتفال به إفراغ البيت من كل شيء فيه خمير، وأكل خبز فطير، وهذا رمز الانتقال من العتيق إلى الجديد، فبعد الموت عن العبودية تبدأ حياة جديدة يحياها المؤمن لله. عائلات بني إسرائيل تحتفل بالفصح لأول مرة في أرض كنعان، ها هم في سهل أريحا، كل عائلة تحتفل بالعيد في خيمتها. يأكلون الفطير من غلة أرض كنعان. وتوقف المن الذي كان الله يعطيه لهم في الصحراء. وضع جديد (أحرار) أرض جديدة (كنعان)، و طعام جديد (فطير من غلة الأرض الجديدة). إنه لأمر مثير للغاية، فالشعب ينتقل من حياة عتيقة إلى حياة جديدة؛ لهذه الحياة بركاتها، لكن لها أيضًا تحدِّياتها.

~تأمل في النص ~

في تأسيسه الإفخارستيا، يقدم يسوع نفسه كخروف الفصح: هذا هو جسدي... هذا هو دمي... (مت 26:20–30). ويرى الرسول بولس في الاحتفال الفصحي انتقالاً من حياة الشر إلى حياة البِر (1كور 5:7–8). لقد أوصانا المسيح أن نتذكر هذا الاحتفال، فنستحضره ونتغذى به روحيًا. وفي كل مرة نقوم بهذا، نتذكر أن المسيح، بخلاصه إيانا، نقلنا من الظلمة إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، ومن الموت إلى الحياة؛ ونعيش الحدث الحقيقي بقوة الروح القدس. الفصح الأخير في حياتنا هو عبورنا بالموت من ثِقَل المادة إلى حرية الروح عند الله.

~الفكرة الرئيسة ~

وفي كل مرة نشترك بالإفخارستيا، نتذكر أن المسيح نقلنا من الظلمة إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، ومن الموت إلى الحياة؛ ونعيش الحدث الحقيقي بقوة الروح القدس.

~صلاة ~

إلهي! كلما كنت بعيدًا عنك، ساعدني أن أعيش خبرة الفصح التي هي عبور من العبودية في حياة الخطيئة إلى الحرية في حياة الفضيلة، فهذا هو الوضع الذي تريده لي.

~قرار اليوم ~