مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

لكل شيء نهاية، ولكل قائد نهاية. مات يشوع، وإلعازر بن هرون (هرون مات قبل الدخول إلى الأرض)، القائد الحربي والكاهن. وجددوا موت يوسف بدفن عظامه في شكيم. لكن لم ينتهِ المشروع، فبنو إسرائيل استمرّوا في عبادة الربّ. أسَّس القادة مشروع التحرر من مصر والدخول إلى أرض الموعد؛ تحقق المشروع في حياتهم، لكنهم أيضًا أعدّوا جيلاً يتابع المسيرة ويحافظ على الإرث الروحي الذي ورثوه. حتى هم أيضًا، بدورهم، يحافظوا على مكتسب المشروع ويمررونه لأولادهم دون تغيير، تمامًا كما استلموه من الآباء. إن دفن عظام يوسف في شكيم، وهي أولاً إكرام ليوسف والعمل بحسب وصيته (تك 50:24–26)، والشهادة بأن قوله قد تحقق. واختيار شكيم تأكيد على ملكيتها كأرض اشتراها أبوهم يعقوب، وكإشارة إلى امتلاك الأرض كلها بالإضافة إلى أنه كانت معتبرة مكان مقدس.

~تأمل في النص ~

إن جيلاً واحدًا لا يكفي لتحقيق مشروع عظيم. القائد العظيم هو من يؤسس مشروعًا يستمرّ بعد موته. والقائد الفاشل هو من يموت مشروعه بموته. القائد الأناني هو من يؤسس مشروعًا على قياسه، والقائد المتواضع هو من يؤسس مشروعًا لفائدة الجماعة حتى بعد موته، لذلك فنجده يُعِدّ للمرحلة التي تلي موته ورحيله عن هذه الأرض. القائد المتواضع يختار الوقت المناسب الذي فيه يُسلم المشروع لآخرين فيعطونه دفعًا جديدًا. التخلي عن مركز القيادة في الوقت المناسب حكمة، والتمسك بالكرسي لعنة تصيب صاحبها.

~الفكرة الرئيسة ~

القيادة الحكيمة تقضي بتأسيس مشروع لفائدة الجماعة وإعداد جيل يتابع المشروع بعد موت القائد، والتخلي عن كرسي القيادة في الوقت المناسب.

~صلاة ~

إلهي! علمني التواضع، فأترك مركزي في الوقت المناسب، وأعطيه لمن يستطيع أن يقوم بالعمل.

~قرار اليوم ~