مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن حصل صموئيل على موافقة عامّة على حسن سلوكه كقاضٍ، ها هو ينتقل إلى محاكمة الشعب. ولهذا، يبدأ بعرض تصرّفات الربّ من جهة والشعب من جهة ثانية: فالفريق الأوّل ما زال يغدق بالإحسانات، في حين أنّ الفريق الثاني ما فتئ يواظب على الإهانات.

تشكّل الآيات 8 – 11 خلاصة لتاريخ الخلاص الذي يتمحور حول حدث الخروج من مصر، ومن ثمّ تليه محطّات تاريخيّة أخرى، تجري معظمها في زمن القضاة. في الآية 11، ترد أسماء قضاة كبار أقامهم الربّ لإنقاذ الشعب من الظلم، وأثبتوا أنّـهم يتمتّعون بموهبة خاصّة وبمقدرة على إنقاذ الشعب من أعدائه. أمّا الجديد فهو إدراج إسم صموئيل في نـهاية القائمة، وعليه، يصبح خاتمة كبار القضاة.

وتمضي الآية 12 قدمًا في إستعادة الأحداث لتصل إلى الحقبة الآنية حيث طالب الشعب بملك ارضيّ. أمّا الآيات 14 – 15 فهي نوع من التحذير الذي يمزج بين الوعيد والتهديد، وهذا التحذير يطال الملك والشعب على حدٍ سواء: الله هو الملك على الجميع وعلى الجميع إتّباعه.

~ تأمل في النص ~

في إطار عرض خلاصة تاريخ الخلاص نجد التشنّجات في كلام صموئيل: ففي حين أنّ الشعب الخائن في الماضي، أدرك خطيئته وصرخ إلى الربّ لينقذه من أعدائه، ها هو، إذ يجد نفسه معرّضًا لخطر ناحاش، يستبدل الله بملك أرضي.

~ الفكرة الرئيسة ~

في مطلع هذه المرحلة الجديدة من تاريخ بني إسرائيل، لا بدّ من تذكير الشعب بعظائم الله تجاهه، والمقصود به لفت الإنتباه إلى أنّ الله هو هو، لا يتغيّر، وأنّ العبادة تُؤدّى له وحده دون سواه.

~ صلاة ~

نشكرك يا ربّ لأنّ تصرّفك مع الإنسان يبقى من الثوابت، على الرغم من تغيير الأنظمة وتبدّل الحكّام. أعطنا أن نكون أمناء لك، وألاّ نستبدلك بأيّ زعيم دنيويّ، لأنّك وحدك المنقذ والمخلّص والفادي.

~ قرار اليوم ~