مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

في نـهاية خطاب صموئيل الوداعي، ستحصل معجزة طبيعيّة: ها هم في أوان حصاد الحنطة، أيّ ما بين منتصف شهر أيّار (مايو) ومنتصف شهر حزيران (يونيو)، وعادةً لا ينزل المطر في فلسطين في هذه الآونة من السّنة. ولكن، إستجابة لدعوة صموئيل، سيرسل الربّ الرعود والأمطار غير العاديّة، لا بل غير المرغوب فيها، لأنّ المطر في موسم الحصاد له نتائج وخيمة إذ يتسبّب في إفساد المحصول وجعله يتعفّن بسرعة. من المتوقّع أن تُقنع هذه المعجزة التربويّة الشعب بتراكم خطاياه المتأتّية عن طلبه ملكًا، بنوع خاص أنّه كان على يقين من تداخل الخلل الإجتماعي والإضطراب الطبيعي. ننتقل في الآية 18 إلى حلول العاصفة التي أحدثت خوفًا شديدًا من الربّ ومن صموئيل في آنٍ معًا، ممّا يذكّرنا بالمهابة عينها التي إختبرها الشعب مع موسى إثر عبورهم البحر الأحمر (خر 14: 31)، ومع يشوع بن نون بعدما اجتازوا نـهر الأردنّ (يش 4: 14). بالإضافة إلى ذلك، فإنّ ردّة فعل الشعب في الآية 19، تجعل من صموئيل الوسيط بين الله والشعب على مثال موسى إبّان التجلّي الإلهيّ (خر 20: 18 – 21)، أمّا الجِدّة هنا، فهي إعتراف الشعب بخطاياه المترتّبة عليه نتيجة طلبه بِمَلك. ينتهي المقطع بإعطاء صموئيل الشعب خيارَين، لا ثالث لهما: إمّا العيش بأمانة للعهد، وإمّا الموت.

~ تأمل في النص ~

لقد تجلّت قوّة صموئيل القائد ليس بحكمته وحسب، بل بصلاته المتواترة في سبيل الشعب المعهود إليه قيادته.

~ الفكرة الرئيسة ~

كان صموئيل على يقين من الخطيئة العظمى التي إقترفها الشعب بتخلّيه عن الربّ مخلّصه واستبداله بملك أرضيّ. ولكن رغم فظاعة الخطيئة كان متأكّدًا أنّ الله لا يخذل شعبه، شرط ألاّ يتمادى في الشرّ وفي التمرّد على إرادته، فاستحقّ أن يُدعى بجدارة الوسيط لتجديد العهد بين الله وشعبه.

~ صلاة ~

إزاء الشعب الذي لم يعترف بخطاياه إلاّ عندما عاين العاصفة، أعطنا يا ربّ أن نؤمن فيك دون الحاجة إلى علامة محسوسة، فنستحقّ تطويبتك: “هنيئًا لمن آمن وما رأى” (يو 20: 29).

~ قرار اليوم ~