مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~
يدور جدال في هذا النصّ تتضارب فيه الآراء والتفاسير حول حدث موت يسوع. عن أعين التلميذين، حُجب الفهم وحلّ الحزن بسبب موت النبيّ الذي أمِلوا أن يكون هو المسيح المنتظر (آ آ 19–21) وها هما خارج أورشليم في مسيرةٍ باتّجاه قرية عمواس. إنّها مسيرة تبحث عن الحقيقة التي تولّد الإيمان فيها يدخل المعلّم ويناقشهما في أفكارهما التي يتآكلها الحزن، وسيعيد أمام أذهانهما قراءة الكتب المقدّسة وكل ما جاء فيها عنه ليستخلص بأنّ موته كان أمرًا محتّمًا لكي يدخل في مجده (آ آ 25–27). وبالفعل فقد تمّم المسيح الخلاص الموعود معيدًا الملك إلى إسرائيل؛ غير أنّ اليهود غفلوا عن ذلك كونهم يترقّبون سلطة وطنيّة وانتصارًا سياسيًّا. حرّك هذا الكلام مشاعر التلميذين ورغبا بالمزيد، وانطلاقًا من هذه الرغبة قرّرا دعوة محاورهما للمكوث معهما وهنا ستكون المفاجأة، فمن كان يرافقهما في المسير ليس سوى يسوع نفسه تعرّفا عليه عند كسره للخبز. ما لم يوقنه التلاميذ في العشاء الفصحيّ الأخير حول حقيقة يسوع الحمل الفصحيّ المذبوح من أجل خلاص العالم عاد المسيح وكرّره على مسامعهم وعيونهم وتخفّى في سرّ الخبز المكسور ليفتح أمام التلميذين مسيرة إيمانيّة جديدة ستعيدهما إلى أورشليم لتبشير الرسل بما عرفاه وبمن عرفاه بعد أن كان حاضرًا أمام ناظريهما غائبًا عن فهمهما.
~ تأمل في النص ~
الحزن هو علامة قلّة الإيمان والفهم عند الإنسان الذي يغرق في وابل الأحداث التي تحيط به فيعمى حدسه عن حضور الله الفاعل في قلب الظلمات التي يسير فيها. “وقف تلميذا عماوس حزينين” لأنّهما توقفا عند ظاهر الأمور وغفلت أذهانهما عن فهم كتابات العهد القديم، وتجمّدت أنظارهما عند حدود ما رأته عيناهما فنسيا كلّ الوعود السابقة على الرغم من أنّ خبر القبر الفارغ قد بلغ آذانهما (آ آ 22–24). لم يتأثّرا بخبر الملائكة إلى النسوة بأنّ المصلوب حيّ كونهما لم يرياه بأُمّ العين وهذه علّة الإنسان وسبب حزنه الأساسيّ: إن لم يرَ فهو لن يؤمن، لهذا طوّب المسيح كلّ من آمن دون أن يرى. في الوقت نفسه، إنْ كنّا ممّن يبحث عن الحقيقة بصدق وشغف، فإنّ الله لا يحجب ذاته عنّا بل يلاقينا على الدرب ويسير إلى جانبنا ويدخل معنا في حوار لننضج في فهمنا للحقّ، فيُعلن عن ذاته من خلال الكتب لينمّي فينا الإيمان ويدعونا إلى الوليمة لنكسر الخبز فلا يعود غريبًا عنّا بل يدخل معنا في شركة ننتصر بواسطتها على كلّ ظلمة وينجلي حزننا ويغمرنا حضوره الالهيّ بفرح عارم لا يشبه بشيء أفراح العالم الزائلة.
~ الفكرة الرئيسة ~
يحزن الإنسان بسبب الظروف التي لا يفهمها وبسبب إعتراضه على مجرى الأمور خصوصًا حين يعجز عن إدراك حكمة الله الخفيّة عنه. وأمّا الفرح فهو وليد الحضور الإلهيّ الذي يكشف ذاته للنفس الباحثة عن النور.
~ صلاة ~
إنْ حزنتُ يا ربّ فأغدق عليّ بأنوار الفهم لأعي بأنّك ضابط جميع شؤون حياتي ولأتعرّف عليك أكثر فأكثر فيكتمل فرحي. آمين.
~ قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Peter, James, and John – 3-Day Devotional

40 Rockets Tips - Workplace Evangelism (31-37)

A Mother's Heart

Messengers of the Gospel

Connecting With the Heart of Your Child

Multivitamins - Fuel Your Faith in 5-Minutes (Pt. 3)

Sowing God's Word

Moses: A Journey of Faith and Freedom

Built for Impact
