مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يفتتح القديس لوقا خبر هذه الرحلة بطريقة احتفاليّة: “عَزَمَ على أنْ يَتوجَّهَ إلى أُورُشليمَ” إشارة إلى تصميم يسوع في وجهته. كان الصعود إلى أورشليم عيدًا عند اليهود، على ما يظهر في المزمور 22 ، لكنّ رحلة يسوع وتلاميذه إلى أورشليم هي مسيرة محفوفة بالمخاطر.

حضّرَ لوقا قرّاءه لما ينتظر يسوع في أورشليم، وهو الآن يؤكّد أنّ الربّ المخلّص أخذ هذه المسيرة على عاتقه، بشجاعة وحرّية و”عزم”. إنّها مسيرة الإرتفاع، فمع تقدّمهم نحو أورشليم، ستتحوّل هذه المسيرة إلى مسيرة ملكيّة. منذ التجلّي تظهر أورشليم وكأنها الوجهة النهائيّة في رسالة يسوع، وها هو يرسل رسلاً يعدّون طريقه وكأنهم يوحنا المعمدان الجديد، لكنّهم رُفضوا بسبب نوايا يسوع. في الكراهية المتبادلة بين السامريين واليهود صورة لانغلاق الإنسان على مشروع الله، لكنّ يسوع ثابت في التزامه لرسالته الإلهيّة الخلاصيّة كمسيح متألّم. أمام الرفض، تأتي ردّة فعل ابني زبدى قاسيةً لا تتماشى مع الطرائق التي يستعملها يسوع. هي ردّة فعل شبيهة بغيرة الأنبياء العنيفة تجاه من يرفض الله والتي يمكنها أن تستعمل الوسائل كافة!

~تأمل في النص ~

إنّ تحقيق مشروع الله بيسوع وفي كنيسته لم يلجأ يومًا إلى العنف، بل إلى قبول الضعف والفشل والمحدوديّة لأنّ من خلالها تظهر قدرة الله وإرادته. إنتهرهما يسوع لأن حكمه هو دينونة غفران ونعمة، وليس بحسب شريعة العين بالعين (لا 24:19–20). إنّ رفض الإستقبال ليس سببًا لإغلاق الملكوت نهائيًا أمام السامريين، بل يُفترض انتظار الساعة التي لن تكون بعيدة (لو 10:19)، لذلك مضوا إلى قرية أخرى، سامريّة طبعًا... نحو أورشليم.

~الفكرة الرئيسة ~

سيرافق الاضطهاد الرسل والكنيسة في كلّ زمان ومكان تمامًا كما رافق الرسل في طريقهم إلى أورشليم، لكن رسل الله، على مثال يسوع، يرفضون الطريق السهل وردّات الفعل غير المسيحيّة.

~صلاة ~

أعطنا يا رب قوّة روحك القدّوس فتكون لنا شجاعة السير في طريقك وعيش وصاياك. آمين.

~قرار اليوم ~