مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يتوجّه يسوع إلى سمعان أحد الاثني عشر، وقد عرفناه منذ الصيد العجيب (لو 5: 4 – 10) وعرفنا دعوته الرسوليّة (لو 6: 14). منذ البداية، أعطاه يسوع اسمًا جديدًا هو “كيفا” وترجمته باليونانيّة “بطرس” ومعناه الصخرة (لو 5: 8؛ 6: 14)، وقد استعمله القديس لوقا في بضعة أسطر قبل هذا النص (لو 22: 8)، وسيستعمله في بضعة أسطر بعده (آ 34). يتوجّه إليه بصفته مسؤولاً وممثّلاً للاثني عشر، مكرِّرًا الاسم مرّتين علامة على لوم المقرّبين كما مع مرتا (لو 10: 41) وشاوول (أع 9: 4). فالشيطان يعمل دون هوادة، وقد دخل يهوذا
(لو 22: 3)، وها هو يطلب التلاميذ (آ 31)، وكأنّه يستعيد ما فعله يوم وقف أمام الله “يطلب” أيوب، فسمح له الله بذلك (أي 1: 6 – 12؛ 2: 1 – 6). يطلب الشيطان من الله أن يمتحن التلاميذ في الغربال (راجع عا 9: 9 – 10). إنها محنة عنيفة تخضّ التلاميذ، فتؤلمهم الضربات، وتكون لهم تجربة. فالتلاميذ هم كالحنطة المعدّة للغذاء، لكنّ حبوب الحنطة لا تغذّي دون أن تموت، فتثمر (يو 12: 24)، ثم تُطحن لتُخبز. إنّ حياتها محنة دائمة لكنّ النصر أكيد (آ 28). يؤكّد يسوع لبطرس أنه في مواجهة عمل الشيطان صلّى له لكي لا يفقد إيمانه. وكأننا أمام مواجهة في حضرة الله. الشيطان من جهة “يطلب” غربلة التلاميذ ويحصل على ذلك، ويسوع من جهة ثانية يدافع عن إيمان بطرس وينتصر في النهاية.

~ تأمل في النص ~

ليس سمعان بطرس مثالاً للإنسان وحسب، بل هو المسؤول الأول في الجماعة، ورسالته تقوم على تثبيت إخوانه بعد “عودته”. ففي الأزمنة التي يصبح فيها الإيمان مهدّدًا بالملل والضجر، كما بالمخاطرة التي تحبط العزائم من الداخل، والضغوط والاضطهادات التي تخنقه من الخارج، لا بدّ للجماعة من وجود إخوة وأخوات يحملون مسؤوليّة تثبيت الجميع بمعونة الله. فكما أن الخبز يقوّي القلب فيستطيع الإنسان الانطلاق لمهماته (قض 19: 5)، كذا تُثبّت كلمة الرسل (آ 32) الإخوة والأخوات في إيمانهم بقوة الروح.

~ الفكرة الرئيسة ~

إنّ حياة المؤمنين معرّضة دومًا لخطر الشرّ العامل ضدّهم، لكنّها في الوقت عينه مُصانة بالإيمان، مع أنّه إيمان معرّض بشكل دائم.

~ صلاة ~

في كل يوم نتعرّض لتجربة نكرانك يا رب، وفي كل يوم نقع في التجربة خوفًا من الألم، أو هربًا من المواجهة، أو استسلامًا للروتين الأسهل. عفوك ربي، إغفر كسلنا وجهلنا، وأضىء بوجهك علينا فنعرف خطيئتنا، ونتوب الى حبك. آمين.

~ قرار اليوم ~