(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يقع هذا المثل ضمن لقاء يسوع بسمعان الفرِّيسيّ. دعا سمعانُ يسوع إلى بيتِه، فأتت امرأة خاطئة وراحت تغسل قدمَي يسوع. تساءَل سمعان في قلبِه حول هويَّة يسوع: إذا كان نبيًّا، فيجب أن يعرف هوَّية هذه المرأة. علم يسوع ضمنيًّا بتساؤل سمعان فقصَّ عليه هذا المثل وانتهى بسؤال أجاب عليه سمعان بالصواب. فجاءت استنتاجات يسوع على هذا الأساس، مُجيبًا بالتالي على هويَّتِهِ الخاصَّة.

يعتبر سمعان بكلِّ بساطة أنَّ النبيّ هو الشخص الذي يجب أن يعرف ما يعرفه الآخرون، إذْ إنَّ المرأة معروفة في المدينة. يستعمل يسوع هذا المثل ليكشف لسمعان أنَّه نبيّ بمعنى مختلف ومميَّز وأنَّه أعظم من نبيّ.

قراءة متأنِّية للمثل تظهر أنَّ مَن نراه يحبُّ شخصًا كثيرًا (1) هو خاطئ وخطاياه كثيرة؛ (2) خطاياه الكثيرة غفرها له هذا الشخص؛(3) حبُّه شكر على الغفران الذي ناله مُسبقًا.

قرأ يسوع ما قامت به المرأة أمام سمعان في ضوء المثل وأظهر له هذه الأشياء الثلاثة. يسوع ليس فقط نبيًّا يقرأ علامات الأزمنة ويصل إلى فكر الله، بل هو أيضًا الإله الذي يغفر. 

تأمل في النص

يحثُّنا يسوع من خلال هذا المثل على الابتعاد عن ظواهر الأمور والوصول إلى جوهرها وخلفيَّة القيام بها. هذا ما نُسمِّيه قراءة علامات الأزمنة: لا نتوقَّف عندما نراه، بل نتخطَّاه لنصل إلى تدبير الله الخلاصيّ الذي يتجلَّى فيه. بهذه الطريقة نكون أنبياء لعصرنا.

يُجذِّر هذا المثل المحبَّة المطلوبة من كلِّ مؤمن في المحبَّة الأساسيَّة التي أحبَّ الربُّ بها العالم.

لسنا نحن مَن أحببنا الربَّ أوَّلًا، بل هو الذي أحبَّنا أوَّلًا. فبقدر ما نتعمَّق بجوهر حبِّ الربِّ لنا، يزداد الحبُّ المنطلق منَّا للتعبير عن شكرنا له.

الفكرة الرئيسة

استضافة يسوع في حياتنا على أنَّه الإله المخلِّص وغافر الخطايا؛ بعد ذلك تأتي أعمالنا نتيجة هذه العلاقة الحميمة معه.

صلاة

اجعَلني يا ربّ أنظر دائمًا بِعَينَيك إلى علامات الأزمنة. أعطني أن أعي أكثر فأكثر ما قُمت به من أجلي، وأن أتَّخذك مثالًا وقدرة في كلِّ أعمال المحبَّة التي يتطلَّبها إيماني بك فاديًا ومخلِّصًا.

خذ قارًا لهذا اليوم