(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

هناك شرح سائد لهذا النصّ وهو أنَّ الربَّ يسوع سوف يديننا على أعمال الرحمة تجاه كلِّ إنسان محتاج. لكنَّ هذا الشرح لا يتناسب مع مضمون إنجيل متَّى عامَّة وهذا النصّ خاصَّة. فهذا النصّ يتوقَّف على دينونة "جميع الأمم" أي الوثنيِّين فقط. فدينونة أورشليم وبني إسرائيل تمَّت (مت 23 : 37 – 39)؛ ودينونة المؤمنين المسيحيَّين تصير بحسب الأمثال الثلاثة التي تسبق نصَّنا:

الخادم الأمين، والعذارى، والوزنات. ففي الثلاثة يعرف المؤمن مشيئة سيِّده وينتظر عودتَه. مقياس دينونة الأمم هو عملُهم مع "إخوة يسوع الصغار"، أي مع التلاميذ والمؤمنين باسمه (مت 10 : 42 ؛ 18 : 6). أمَّا الأعمال المذكورة في هذا النصّ فتختصر متاعب المُبشِّرين (2كور 6: 4– 10).

من هنا نفهم أنَّ دينونة الوثنيِّين تكون بحسب استقبالهم المؤمنين المبشِّرين بالإنجيل. وفي هذا الصدَّد شدَّد متَّى على أنَّ النهاية لا تأتي إلَّا بعد أن يصل الإنجيل إلى "جميع الأمم" (مت 24 : 14).

تأمل في النص

قد نعتقد أنَّ هذا النصّ لا يعنينا إذا كان يتكلَّم على دينونة الوثنيِّين. لكنَّ التأمُّل المرتبط بي أنا المؤمن يتعلَّق بمدى مسؤوليَّتي في إيصال إنجيل الربِّ يسوع لهم. كيف أحمل البشارة إليهم؟

هل تُخيفني الصعوبات التي يواجهها تلميذ الربِّ يسوع في شهادته لإنجيل الخلاص والحياة؟

بالمقابل، يدعوني هذا النصّ إلى عيش متناغم مع مضمون إيماني لئلا يُجدَّف على اسم الربِّ بسببي. بمعنى آخر، أيَّ شهادة أؤدِّي عندما لا أعيش ما أقول؟

في النهاية سوف يظهر الربُّ يسوع كملك ديَّان جالس على عرشه المجيد. إنَّها دعوة لي حتَّى أجعله منذ الآن الملك الوحيد على قلبي، وأُسهم في إحلال ملكوتِه، ملكوت الرحمة والمحبَّة والسلام والخلاص.

الفكرة الرئيسة

يرث الملكوت الأخيريّ كلُّ مَن أسهم في إحلالِه على هذه الأرض، وكلُّ مَن بدأ يرى الربَّ يسوع في إخوته الصغار.

صلاة

أشكرك أيُّها الربُّ لأنَّك بيَّنتَ لي السبيل الذي يقودني إلى سماع دعوتك: تعالَ... رثِ الملكوت... ثبِّتني يا ربُّ في خطواتي لئلَّا أحيد عن هذا السبيل، فأخلُص وأكون سبَب خلاص للآخرين. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم