مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025Sample

الفوز بالمعركة الروحية

الصورة المأساوية لا يمكن نسيانها. مثل الكثير من الناس، بكيت منذ عدة أعوام، حينما رأيت صورة جسد الصبي الصغير أيلان كردي البالغ من العمر ثلاثة أعوام والمياه تغسلها على شاطئ البحر في تركيا. لقد غرق، هو وأخوه وأمه، بينما كانت عائلته تهرب من الحرب في سوريا. واحد من أكبر أسباب أزمة اللاجئين الحالية في أوروبا هو الحرب. أكثر من 200000 شخص قُتلوا في الحرب المدنية في سوريا على مر الخمس سنوات السابقة. في العراق، قتلت داعش آلافا من الأبرياء (الكثيرون منهم مسيحيون) كما شردت عشرات الآلاف من الناس (ومرة أخرى، الكثيرون منهم مسيحيون). تعد هذه الأعمال الوحشية أمثلة متطرفة ومرعبة عن العنف الذي يحدث كثيرا في كل طبقة من طبقات المجتمع. "الأخ يحارب أخاه، والجار يحارب جاره، ومدينة تحارب مدينة ومملكة تحارب مملكة – الفوضى السياسية والقتل!" (أش2:19، الرسالة). عمليا نرى في كل يوم في وسائل الإعلام فظائع الحروب. إننا نعيش في عالم يطور بصفة دائمة أسلحة حرب أكثر فظاعة. لهذه الأسلحة القدرة على التشويه والقتل والتدمير. ولكن هذه الحرب ليست مادية صرف. المشاكل التي تنشأ عنها الحرب، كما هو الحال مع الكثير من المشاكل في كل من السياسة ووسائل الإعلام، هي مشاكل أخلاقية وروحية عميقة. كما أن الحرب المادية تعد مسألة عالمية خطيرة، هكذا، بحسب الرسول بولس، الحرب الروحية (أنظر أف10:6-20). هذه الحرب لا تُرى، ولكنها حقيقية مثل الحرب المادية تماما. قال ذات مرة الواعظ الويلزي العظيم، الدكتور مارتن لويد جونز، "ما من تشويه أضخم أو أعظم للرسالة المسيحية من الذي يصفها بأنها تقديم لحياة من اليُسر حيث لا معارك ولا صراعات فيها على الإطلاق ... ولكن عاجلا أو آجلا يكتشف كل مؤمن أن الحياة المسيحية عبارة عن أرض معركة، وليست ملعبا للعب". في هذه المعركة نحن مدعوون لا لأن يغلبنا الشر، بل لأن نغلب الشر بالخير (رو21:12). لقد أُعطينا الأسلحة التي يمكننا بها أن نربح المعركة. يكتب بولس، "لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ" (2كو3:10-4). ما هي هذه الأسلحة؟ كيف تستخدمها؟

المَزاميرُ 106:‏16-‏31

سلاح الصلاة

يتذكر المرنم قيادة وخدمة موسى. اختار البعض أن يحسدوا استخدام الله القوي لموسى وهارون: "وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ، وَهارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ" (ع16).

لم يكن رد فعل موسى هو طلب الانتقام. بل، كان ان صلى لأجلهم. فقد "وَقَفَ فِي الثَّغْرِ" (ع23) أمام الله، وتشفع من أجلهم. في قصة سفر الخروج 11:32-14 نرى كيف، بقوة الصلاة، يمكن تغيير مسار التاريخ.

وكان فينحاش شخصا آخر "تدخل" نيابة عن الشعب (أنظر عد25). لابد وأن تدخله قد نبع من إيمانه. يخبرنا الوحي هنا أن هذا الموقف، كما كان مع إبراهيم، حُسب له برا (مز31:106).

سلاح الصلاة القوي متاح لك. صل من أجل عائلتك وأصدقائك وكل من يلهمك الروح القدس أن تصلي من أجلهم. "قف في الثغر" وتشفع نيابة عن الآخرين. كما يقول جيرمي جينينجز في نهاية كل اجتماع صلاة في كنيسة HTB، "اشكرك من أجل الصلاة. لقد صنعت فرقا".

يا رب، أشكرك من أجل قوة الصلاة التشفعية. اليوم، أريد أن أقف في الثغر وأتشفع من أجل ...

كورِنثوس الثّانيةُ 10:‏1-‏18

سلاح الإنجيل

ذهنك عبارة عن أرض معركة. أفكارك هي جذور كلماتك وتصرفاتك. يسعى الشيطان لإقامة حصون في ذهنك. عرف بولس إنه في قلب المعركة الروحية نجد المعركة الخاصة بالذهن. هناك جانب معين نجد فيه كل واحد منا متورطاً في معركة روحية فردية في ذهننا. إنها معركة يومية علينا فيها أن نقاوم تجربة الأفكار الخاطئة، وأن نأسر كل فكرة إلى طاعة المسيح (ع5).

رغم أن بولس يشير إلى المعركة الفردية للذهن هنا، إلا إنه كان يفكر في الأساس في شيء يختلف قليلا. كانت هناك معركة ثقافية تستعر: معركة أفكار وفلسفات ووجهات نظر عالمية. وقد انخرط بولس بصورة فعالة في هذه المعركة آخذا على عاتقه التعامل مع هذه الأفكار والفلسفات ووجهات النظر العالمية المتناحرة وأن يأسرها إلى طاعة المسيح.

كتب بولس، "العالم عديم الضمير والأخلاق. كلاب تنهش كلابا هناك! العالم لا يحارب بعدل ولا بأخلاق. ولكننا لا نحيا ولا نحارب معاركنا بهذه الطريقة – لم نفعل ولن نفعل. أدوات تجارتنا ليست للتسويق ولا للتلاعب، لكنها لتدمير كل هذه الثقافة الفاسدة بشدة." (ع3-6، الرسالة).

"لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ، وَمُسْتَعِدِّينَ لأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمِلَتْ طَاعَتُكُمْ" (ع3-6).

"الأسلحة" التي يستخدمها بولس لديها "قوة إلهية" قادرة على "هدم حصون" (ع4). وتأتي قوته من كونه ينتمي للمسيح (ع7). وقد أعطي له سلطانا من قبل الرب نفسه (ع8).

أجد الأمر مشجعا أن قال بعض الناس عن بولس، "الرَّسَائِلُ ثَقِيلَةٌ وَقَوِيَّةٌ، وَأَمَّا حُضُورُ الْجَسَدِ فَضَعِيفٌ، وَالْكَلاَمُ حَقِيرٌ" (ع10). ولكن، نجده يشير إلى إنه "وسط كل هذه المقارنة والتقييم والمنافسة، فاتتهم المسألة برمتها" (ع11، الرسالة). المقارنة أمر يسبب تناحرا. فهي إما أن تجعلك منتفخا لدرجة الكبرياء أو تهبط معنوياتك إلى درجة الإحباط.

لا تقارن نفسك بالمسيحيين الآخرين، ولا مواهبك بمواهبهم، ولا "نجاحك" "بنجاحهم". كلنا في نفس الجانب. ينبغي علينا أن نقوم بمساعدة ومحبة وتشجيع أحدنا الآخر بينما نحارب الحرب الروحية معا.

حمدا لله، ليس عليك أن تبدو مثيرا للإعجاب، ولا عليك أن تكون محاورا استثنائيا حتى تعظ بالإنجيل. أتت قوة بولس من "إنجيل المسيح" (ع14). وكانت رغبته في أن "يبشر بالإنجيل" (ع16) إلى أشخاص لم يسمعوا به من قبل.

في النهاية، الإنجيل الذي هو "رسالة المسيح" (ع14، الرسالة) هو ما سيغير ثقافتك. إنه أقوى رسالة في العالم. إنه رسالة مغيرة للحياة. وهو رسالة تغير الثقافة. وهو رسالة تغير العالم بأسره.

في كل مرة تخبر فيها صديق لك عن يسوع، أو تدعوه للذهاب إلى الكنيسة أو تأتي به إلى برنامج ألفا، مثلا، فأنت تنخرط في الحرب الروحية بسلاح الإنجيل القوي (رو16:1).

يا رب، ساعدني حتى أستأسر كل فكرة لتطيعك وامنحني الشجاعة حتى استخدم سلاح الإنجيل القوي لأدمر الحصون.

إشَعياءَ 17:‏1-‏19:‏25

سلاح الوحدة

حينما ننظم مؤتمر القيادة يكون لدينا امتياز الترحيب بآلاف القادة المسيحيين من جميع أنحاء العالم. هناك قوة شديدة جدا في مجئ القادة من أكثر من مائة دولة مشتركين معا في العبادة ووحدة الغرض. سبق النبي أشعياء فرأى هذا النوع من الوحدة.

ونراه يستمر في التنبؤ ضد أولئك الذين "نسوا إله خلاصهم" (10:17). ويعلن دينونة الله على دمشق وكوش ومصر.

لكن، تنتهي فقرتنا اليوم بلمحة رجاء: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ .... فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ ... فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ" (19:19- 22).

ويتابع قائلا أن المصريين والأشوريين (العراق اليوم) سوف يعبدون معا: "ليسوا خصوما فيما بعد، بل سيعبدون معا، المصريين والأشوريين!" (ع23، الرسالة).

يبدو أن أشعياء قد سبق فرأى اهتداء الأمم. حيث يرى وقتا فيه "يرجع الآخرون إلى الرب" (ع22). وسوف يسمع صلواتهم ويشفيهم. أناس من أمم مختلفة سيعبدون الرب معا (ع23). وستجلب هذه الوحدة بركة عظيمة.

فنراه يسبق فيرى وقتا يأتي فيه شعب الرب من مصر والعراق وإسرائيل معا للعبادة. لا شك إننا نرى طريقة واحدة تحققت بها هذه النبوة عندما يأتي المسيحيون من هذه الأمم وغيرها معا للعبادة.

لكن، يمكننا أيضا أن نصلي من أجل اليوم الذي فيه تتحقق تلك النبوة تماما، ونتطلع إليه،– عندما نرى جمعا "مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ" يتعبدون معا أمام عرش الله (رؤ9:7).

يا رب، أشكرك من أجل قوة الأسلحة التي أعطيتها لنا من أجل المعركة الروحية. ونحن إذ نتحد ونصلي ونبشر بالإنجيل، دعنا نرى نصرتك في حياتنا وفي مجتمعنا باسم يسوع

Pippa Adds

تعليق من بيبا

2كو1:10

"ثُمَّ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا نَفْسِي بُولُسُ الَّذِي فِي الْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ"

لا شك أن هذا الكلام ينطبق عليّ. من المشجع جدا أن بولس شعر بأنه بالخوف والرهبة عندما كان عليه أن يواجه كنيسة الكورنثيين. يمكن لرسالة بناءة أن تكون مفيدة في هذه الحالة، ولكن الانكباب على إرسال الرسائل قد يكون أمرا خطرا!

References

Dr Martyn Lloyd-Jones, *The Christian Warfare: An Exposition of Ephesians 6:10–13* (Baker Books, 1998) p.20. Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.