مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع سيّد الساعة(يوحنّا19: 6-13)

~النص البيبلي~

6فلمَّا شاهَدَهُ رُؤساءُ الكَهنَةِ والحرَسُ صاحوا: “ا‏صلِبْهُ!ا‏صلِبْهُ!”فقالَ لهُم بِـيلاطُسُ: “خُذوهُ أنتُم وا‏صلِبوهُ، فأنا لا أجِدُ سَببًا لِلحُكمِ علَيهِ”.7فأجابَهُ اليَهودُ: “لنا شريعةٌ، وهذِهِ الشَّريعةُ تَقضي علَيهِ بالموتِ لأنَّهُ زَعَمَ أنَّهُ ا‏بنُ اللهِ”.8فلمَّا سمِعَ بِـيلاطُسُ كلامَهُم هذا ا‏شتَدَّ خوفُهُ.9فدخَلَ القَصرَ وقالَ ليَسوعَ: “مِنْ أينَ أنتَ؟”فما أجابَهُ يَسوعُ بِشيءٍ.10فقالَ لَه بِـيلاطُسُ: “ألاَ تُجيبُني؟ ألاَ تَعرِفُ أنَّ لي سُلطةً أنْ أُخلِـيَ سبـيلَكَ، وسُلطةً أنْ أصلِبَكَ؟”11فأجابَه يَسوعُ: “ما كانَ لكَ سُلطةٌ علَيَّ، لَولا أنَّكَ نِلتَها مِنَ اللهِ.أمَّا الذي أسلَمَني إلَيكَ، فخَطيئَـتُهُ أعظَمُ مِنْ خَطيئَتِكَ”.12فحاوَلَ بِـيلاطُسُ بَعدَ هذا أنْ يُخليَ سَبـيلَهُ، ولكِنَّ اليَهودَ صاحوا: “إنْ أخلَيتَ سَبـيلَهُ، فما أنتَ مِنْ أصدقاءِ القيصَرِ، لأنَّ مَنْ يَدَّعي المُلكَ يكونُ عَدُوًّا لِلقيصَرِ!”13فلمَّا سمِعَ بـيلاطُسُ هذا الكلامَ أخرَجَ يَسوعَ وجلَسَ على كُرْسِيِّ القَضاءِ في مَوضِعٍ يُسمَّى“البَلاطَ”، وبالعِبريَّةِ جَبَّاثا.

~شرح النص~

رأى بيلاطس أن يسوع هو بريء ورفض أن يواصل المحاكمة.إن ممثّل رومة العظمى وصل إلى وضع من الخوف أنبأ به قيافا رئيس المجلس(11: 47–53).يرى يوحنّا أن ليس من قائد ديني أو دنيوي يستطيع أن يقاوم قدرة يسوع.حاول بيلاطس أن يكون حياديًا بالنسبة إلى الحقيقة التي تحرّر(8: 32)، ولكنه الآن عبدًا لخوفه.

إن لهذه الأسطر في هذا المشهد أهمية لاهوتية وسياسية لكي نفهم الحدث.السبب الحقيقي الذي دفع اليهود إلى قتل يسوع، هو أنه جعل نفسه ابن الله.وامتزج السبب الديني مع السبب السياسي من أجل التأثير على بيلاطس.ثم إن يوحنّا قرأ هذا التعارض بين يسوع واليهود وكأنه تعارض بين الكنيسة والمجمع(اليهود)في عصره.

~تأمل في النص~

تحدّث بيلاطس عن قدرته المادية على يسوع:هو يستطيع أن يحرم يسوع الحياة.أما يسوع فكلّمه على مستوى آخر، يوحنّا10: 17–18:أنا أبذل حياتي.لا يستطيع أحد أن ينتزعها مني.لي سلطان أن أبذلها.وساعته يحدّدها الآب وحده(12: 27).وفي سياق“الساعة”سمح الآب للبشر بأن يكون لهم سلطان على حياة يسوع.وقدرة بيلاطس لا تأتيه من جنوده بل لأنّ الله سلّمه دورًا في هذه الساعة.

من هذا المنطلق نفهم منطق إنجيل يوحنّا في مقاربة موت يسوع فهو يصوّره سيّد الساعة في كلّ شيء.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع هو الذي يبذل حياته ولا أحد يستطيع أن ينتزعها منه.

~صلاة~

يا ربّ معك أصبح أنا أيضًا سيّد كلّ المواقف في حياتي.

~قرار اليوم~