مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

هذا هو الإنسان(يوحنّا19: 1-5)

~النص البيبلي~

19أخَذَ بِيلاطُسُ يَسوعَ وأمَرَ بِجَلْدِهِ.2وضفَرَ الجنودُ إكليلًا مِنْ شَوك ووضَعوهُ على رأسِهِ، وألبَسوهُ ثَوبًا أُورجُوانيّا،3وأحاطُوا بِه يَلطِمونَهُ ويَقولونَ: “السَّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ!”.4وعادَ بِيلاطُسُ إلى الجُموعِ وقالَ لهُم: “ها أنا أُخرِجُهُ إلَيكُم لِتَعرِفوا أنِّي ما وجَدتُ سَببًا لِلحُكمِ علَيهِ”.5فخَرَجَ يَسوعُ وعلَيهِ إكليلُ الشَّوكِ والثَّوبُ الأُورجُوانيُّ، فقالَ لهُم بِيلاطُسُ: “ها هوَ الرَّجُلُ!”.

~شرح النص~

كان الجَلد والهزء في نظر متّى ومرقس جزءًا من الصلب.وفي نظر لوقا، كان الهزء تعبيرًا عن احتقار هيرودس ليسوع.أما يوحنّا فيعتبر أن الجَلد والهزء كانا جزءًا من مخطّط بيلاطس لكي يطلق يسوع.فقبل هذا الحدث وبعده، أكّد بيلاطس أن يسوع بريء.لهذا نستطيع أن نفترض أن بيلاطس أراد تهدئة“اليهود”ليقنعهم بأن يسوع أضعف من أن يحمل أي تهديد.

حين هزىء الجنود من يسوع وسخروا منه كملك، قاموا“بطقس”معروف في أوساط الجنود.فإن“فيلون”الاسكندري يصوّر لنا رجلًا يلبسونه ثوبًا ملوكيًا، ويضعون على رأسه“تاجًا”وفي يده عصا كأنها“صولجان”، ثم يركعون أمامه ويحيّونه كأنه ملك، قد يكون الجنود صنعوا الشيء عينه مع يسوع.

أما عبارة“ها هو الرجل”في الآية5قد تكون ترجمتها الأدقّ من اليونانية“ها هو الإنسان”فالكلمة المستعملة هي(أنتروبوس)أي الإنسان كما هو، مما سيدخلنا إلى لاهوت إنجيل يوحنّا العميق.

~تأمل في النص~

“ها هو الإنسان”مجلودًا ومكلّلًا بالشوك ولابسًا ثياب الملوك المزيّفة والمؤدّية إلى الموت!هذا هو الملك الأرضيّ، هذه هي العظمة خارج منطق الله.إن الذبيحة الفصحية في إنجيل يوحنّا أعمق من أن تكون فقط تكفيرية بمعنى الموت بدلًا عن الإنسان، بل هي أيضًا كشف حقيقة الإنسان وحقيقة الله، والإنسان سيتجاهل هذه الحقائق مفضّلًا أن يقتلها ويضحّي بها من أجل ما يعتبره هو أنّه صحيح.أما الله فسيقبل حرية الإنسان الرافضة وسيبقى يحبّ الإنسان كما هو، بل سيحمل في جسد الابن المتجسّد كلّ علامات“الإنسان كما هو”، وهذا الحبّ لن يوقفه شيءٌ، حتى الصليب لن يقف بوجه حبّ الله، فيصبح يسوع حملًا فصحيًا كاملًا من أجلنا.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع يكشف حقيقة الإنسان وحقيقة الله.

~صلاة~

يا ربّ أريد أن أقبلك وأن أقبل حقيقتي كما تكشفها إليَّ، فاعطني يدكَ لكي لا أخاف!

~قرار اليوم~