مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ستدخلون في لهيب ناركم.وفي الشَّرَرِ الذي أضرمتموه(إشعيا50: 10-11)

~النص البيبلي~

10مَنْ مِنكُم يَخافُ الرّبَّ يسمَعُ لصوتِ عبدِهِ.يَسلُكُ في الظَّلامِ ولا ضَوءَ لَه ويتَّكِلُ على ا‏سمِ الرّبِّ إلهِهِ.11يا جميعَ مُوقِدي النَّارِ.الدَّائرينَ حَولَ شَرارِها.ستَدخلونَ في لَهيبِ نارِكُم.وفي الشَّرَرِ الّذي أضرَمْتُموهُ.هوَ عِقابٌ لكُم مِنْ يدِ الرّبِّ.وفي العذابِ تَتَقلَّبونَ.‌

~شرح النص~

يختتم الاصحاح50بآيتين تلخّصان الجزئين السابقين(آيات1–3وآيات4–9)والتناقض الذي يعلنانه ويعكسانه؛ التناقض بين وضع من يخاف الرب ويستجيب لرسالته ودعوته من جهة(آية10)، والنهاية المحتومة لأولئك الذين يرفضون كلمة الرب ويتكلون على جهدهم وإمكاناتهم الشخصية من جهة آخرى(آية11).فإشعيا50: 10يلخّص ما يجب أن يفعله من يخاف/يعبد الرب بشكل حقيقي، فيعلن أنه يجب أن“يسمع”للرب عن طريق الاستجابة لدعوة“عبده”، التي ما هي إلا العودة من السبي وإعادة البناء اعتمادًا على الرب وكلمته، فيجد طريق الحياة، حتى وهو في الظلام، من سبي وصعوبات وآلام، معتمدًا على الرب وكلمته.لكن هذه الآية تأخذ شكل سؤال بلاغي من الواضح أن إجابته سلبية لتشير إلى حقيقة أن لا أحد بالحقيقة يستجيب لتلك الدعوة؛ وهو الأمر الذي تؤكده الآية11، التي تقدّم الوجه الآخر للتناقض.فإشعيا50: 11يعلن أن أولئك الذين يوقدون النار سيحترقون بالنار التي أوقدوها.وتلك النار هي، كما يشير كالفن، الاتكال على إمكاناتهم الشخصية في مواجهة الاتكال على الرب.ولما كانت هذه الآية لا تحدد من تخاطبهم وتستخدم صيغة الجمع العام، فإنها تشير إلى أن من يقومون بذلك هم كل الشعب، الذي، هو كله، يرفض سماع كلمة الرب والثقة به والاستجابة لدعوته ويختار أن يعتمد على ذاته وعلى بره الذاتي؛ الأمر الذي هو اختيار للموت بدل الحياة(تثنية30: 15–20).وبذلك فإشعيا50: 10يرتبط بالدعوة والوعد في آيات4–9، في حين ترتبط آية11بالرفض الذي تعكسه آيات1–3.

~تأمل في النص~

يضع إشعيا50: 10–11كل من يقرأه في مواجهة السؤال الصعب حول الخيار الذي يأخذه في حياته ونتائج ذلك الخيار؛ هل يستجيب لدعوة الرب ويتبع كلمته، فيجد الحياة، حتى في وسط الموت والصعوبات، أم يرفض الرب ويعتمد على إمكاناته هو وبره الذاتي، الذي سيقوده حتمًا إلى الهلاك؟ ويعلن النص أن أولئك الذين يسمعون ويستجيبون هم قلة في مواجهة الرفض للاستجابة لكلمة الرب ودعوته والذي، للأسف، يمثل الموقف العام الذي تتخذه الغالبية العظمى من الناس، لا بل وممن يدعون أنهم شعب الله.يضعنا النص في مواجهة السؤال الأصعب في حياتنا، هل نسمع لكلمة الرب رغم كل الضغط الذي يمثله كوننا أقلية في قلب الجو العام الذي يستند على البر الذاتي ويرفض الله، أم نخضع لسياسة القطيع ونسقط في الفخ؟

~الفكرة الرئيسة~

أمامنا طريقان،طريق الموت الذي يستند على برنا الذاتي،وكثر هم من يتبعونه،وطريق الحياة الذي يستند على كلمة الرب،وقلة هم من يختارونه.فأيهما نختار؟

~صلاة~

أعطنا يا إلهنا الحكمة لنختار أن نتبعك ونلتزم بكلمتك فنجد الحياة، رغم كل التجارب والضغوطات التي نعيش فيها وتحاول أن تقودنا لنعتمد على برنا الذاتي.

~قرار اليوم~