مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~
بعد أن تنعّم الرسل فترة أربعين يومًا بحضور حسيّ وملموس للمسيح القائم من بين الأموات، شهدوا على صعوده لاعتلاء مجده السماويّ إلى يمين الآب. بيد أنّه لم يفترق عنهم قبل أن يوصيهم بملازمة أورشليم بانتظار الروح القدس الموعود، ثمّ حجبه غمام عن أنظارهم وعيونهم شاخصة إليه تبحث عنه في العلى. يذكّرنا حشد الغمام هذا بحدث التجلّي (لو 9: 28–36) حينما ظلّل الغمام كلّ من بطرس ويعقوب ويوحنّا الذي كانوا مذهولين من مشاهدة يسوع وهو يكلّم رجلين تراءيا في المجد (لو 9: 30) هما موسى وإيليّا. في العهد القديم ولا سيّما في سفر الخروج كان الغمام علامة على الحضور الإلهيّ الحيّ، وهذا ما فهمه التلاميذ في حدث التجلّي ممّا يبرّر خوفهم (لو 9: 34). أمّا وعد يسوع السابق لهذا الحدث بحوالي ثمانية أيّام (لو 9: 28) بأنّه سيكون من بين أتباع يسوع “من لا يذوق الموت حتّى مشاهدة ملكوت الله” (لو 9: 27) فقد تمّ بالفعل أمام أعين الرسل في حدث الصعود الذي نقله إلينا لوقا في نهاية إنجيله كما في بداية أعمال الرسل. في أع 1: 10 أيضًا يتراءى رجلان في ثياب بيضاء بعد أن غاب يسوع عن العيون الشاخصة صعودًا ليوجّها أنظار التلاميذ صوب المهمّة التبشيريّة التي أوكلها إليهم الربّ مع التأكيد على وعده بالعودة إليهم من خلال روحه القدّوس ليعضدهم ويساندهم.
~ تأمل في النص ~
كان لقيامة يسوع المنظورة أثر كبير على تشديد إيمان التلاميذ وإعدادهم لمسيرة البشارة التي ستعترضها شتّى أنواع العراقيل والاضطهادات على أوسع نطاق، وجاء حدث الصعود مكَلّلاً بظهورات المسيح في توجيه أنظار أبطال البشارة إلى الموطن السماويّ والتأكيد على حتميّة الحياة الأبديّة التي تشكّل انفصالاً جسديًّا عن حياة الأرض للإلتحاق بالمجد السماويّ. لا نبحثَنَّ عن الحيّ بين الأموات بعد أن أنبأنا ملاكان بخبر القبر الفارغ “ما هو هنا!” (لو 24: 6) وقد شهد التلاميذ على ارتفاع يسوع فلم تعد أنظارهم تبحث عنه بين القبور بل تسمّرت على مشهد الصعود العجائبيّ إلى أن عاد وانتزعهم من وسط هذا الذهول ملاكان لطمأنتهم بأنّ الإنفصال الحاصل هو مؤقّت وبأنّه لا داعي لتفقّد السماء حيث غاب يسوع عن الأعين لأنّه سيعود كما وعد. لم يتركنا المسيح يتامى فقد ترك لنا كلمته الحيّة التي تبثّ فينا الحياة عندما نسلّم ذواتنا إليها، ولم يتركنا يتامى فقد أرسل إلينا روحه القدّوس الذي اقتبلناه في سرّ العماد ليكون بدوره المعزّي والحامي والمرشد إلى سبل الإستقامة، ولم يتركنا يتامى فقد وعدنا بأنّه في كلّ مرّة يجتمع اثنان بإسمه يكون هو ثالثهما؛ فلماذا نتطلّع بحنين إلى ما بعد السحب والغيوم لنحلم بأرض النعيم بعد أن أكّد لنا يسوع بأننا نختبر نعيمنا منذ الآن لأنّ ملكوت الله في داخلنا (لو 17: 21).
~ الفكرة الرئيسة~
يجب أن نتأمل جدّيًّا بقول المسيح بأنَنا نَحوي ملكوت الله في داخلنا ونعي جيدًا بأنّ أبواب السعادة كامنة في داخلنا، وأنّنا عبثًا نبحث عن الفرح والسلام خارجًا عنّا لأنّ عودة المسيح تتحقّق عندما نعود نحن إلى ذواتنا.
~ صلاة ~
علّمني يا رب أن أفتّش عنك لا في الأعمال والمشاهد الخارقة، إنّما في ذاتي أولاً وفي القريب المحتاج وفي الأماكن التي لا أتوقّعها. آمين.
~ قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More