مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~
يحتفل اليهود سنويًّا بثلاثة أعياد رئيسيّة هي الفصح والعنصرة وعيد المظالّ، ويقع العيد الثّاني منها – أي العنصرة في اليوم الخمسين بعد عيد الفصح كمناسبة للشكر على حصاد القمح (خر 34: 22) وقد رُبط هذا العيد أيضًا بمناسبة تلقّي موسى للشريعة على جبل سيناء في اليوم الخمسين بعد أوّل فصح يهوديّ وخروج الإسرائيليّين من مصر؛ وبالنسبة إلى الكنيسة الأولى الشاهدة على خروج المسيح من عالم الظلام، فإنّ اليوم الخمسين بعد الفصح الأخير مع الربّ سيشهد نزول الروح القدس على الرسل المؤمنين علامةً على “الشريعة الجديدة” للحياة في المسيح. في تلك العلّيّة الأورشليميّة، هبّ الروح القدس ريحًا عاصفةً وتمثّل على شكل ألسنة ناريّة ظلّلت رؤوس التلاميذ. بالنسبة إلى اليهود ارتبط ذكر الريح كما النار بالحضور الإلهيّ وبقوّته في كتابات العهد القديم
(1مل 19: 11؛ حز 37: 9؛ حز 3: 2)، وقد أسفر هذا الحدث الخارق عن عمليّة نطق عجائبيّة جعلت الرسل الذين امتلأوا بالحضور الإلهيّ يتكلّمون بلغات متعدّدة لم يتعلّموها في السابق، إنّما كانت مفهومة من قبل الوافدين من أماكن مختلفة، وهم جماهير يهوديّة “من كلّ أمّة تحت السماء” ( آ 5) جاؤوا إلى أورشليم في ذكرى عيد الخمسين. كان انقسام النار ألسنة تنطق بلغات الأمم دلالة على فتح باب الإيمان أمام الشعوب كافّة فما عاد تعدّد اللّغات لعنةً شتّتت مسعى البشر في بناء بابل (تك 11: 1–9) إنّما حطّم الروح القدس حواجز اللّغات ليوحّد الشعوب على محبّة المسيح.
~ تأمل في النص ~
من المهمّ أن نعي جيدًا بأنّه كان يستحيل على الكنيسة الأولى الانطلاق في مهمّتها التبشيريّة دون المرور بحدث العنصرة ومفاعيله التي لا زالت مستمرّة حتّى هذا اليوم. لم تكن المعرفة الحسّيّة والإيمانيّة التي اختبرها التلاميذ بصحبة يسوع ومشاهدتهم لأحداث القيامة والظهورات كافية لتزويدهم بقوّة الشهادة ومفاتيح البشارة، بل وَعَدَهم المخلّص بنار لاهبة تلتهب في صدورهم لا تطفئها عاصفة وبنور يضيء دروبهم ويرسم لهم سبل المسير وبمشورة إلهيّة لا تنضب تؤهّلهم للوقوف في أصعب جلسات المحاكمات البشريّة والصمود بوجه أشنع الاضطهادات وأكثرها ضراوة. وعدهم بشريعة جديدة هي ابنة اللّحظة تستلهم من وصاياه الإلهيّة لتعطي طالبها القول والفعل كي لا يخطأ في شهادته للحقّ. بانتظار هذا الوعد، لم يكشف التلاميذ شيئًا حول خبرتهم مع المخلّص الإلهيّ لأنّهم عرفوا بأنّ خبرتهم هذه كان ينقصها إعادة القراءة على ضوء الأنوار السماويّة لفهم ما عايشوه من أحداث حتّى لا يكون نقلهم للخبر عبارة عن سرد لذكريات فهموها بحسب حكمتهم البشريّة المحدودة. ليست العنصرة حدثًا تاريخيًا وجماعيًا وقع مرّة واحدة في الزمن لضرورة البشارة فقط إنّما هي حركة متجدّدة يوميّة ومستمرّة تحكمها عودة الإنسان الدائمة إلى الصلاة لاستمطار التدخّلات السماويّة في جميع مساعيه البشريّة، وهي شرارة انطلقت في تلك العليّة الأورشليميّة لتلتهب وتلهب القلوب دون انقطاع.
~ الفكرة الرئيسة ~
كان لا بدّ لأتباع المسيح الحقيقيّين انتظار عيد الخمسين – رمز تلقّي الشريعة الإلهيّة في زمن موسى على جبل سيناء – لاقتبال الروح القدس الذي سيعطيهم شريعة القول والفعل ليشهدوا للخلاص الإلهيّ الذي حلّ بمجيء يسوع وموته وقيامته.
~ صلاة ~
لتكنْ حياتي يا إلهي عنصرة دائمة تلهب قلبي وعقلي ونفسي لمجد اسمك. آمين.
~ قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Picture Perfect

How Does Faith in God Affect Our Emotions?

Choosing the Opposite: The Way of Jesus in the Sermon on the Mount

Carrying Hope: Encouragement for Men Who Love Someone Struggling With Mental Health

Parallel Worlds

The Hustle Gospel: Lies of Work and Worth

Commissioned 2: Real Love: Discovering God's Heart for You

Pride and Prejudice

Furious
