مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

بعد أن “أخضعوا الأرض كلها”، نقل بنو إسرائيل مركز العبادة من الجلجال إلى شيلوه حيث نصبوا خيمة الاجتماع كاملة في إشارة إلى الاستقرار لمدة طويلة. خيمة الاجتماع هي المعبد المتنقِّل الذي كان بنو إسرائيل يقيمونه في كل مكان يستقرون فيه. ستبقى خيمة الاجتماع في شيلوه طوال فترة القضاة، وفيها ستقدِّم حنة ابنها صموئيل للرب (1صم 1و2)، ومن هناك ينطلق رجل الله هذا في خدمته.كانت الخيمة مؤلفة من ثلاثة أقسام: الساحة الخارجية لتجمع الشعب وتقديم الذبائح؛ والقدس حيث يقوم الكهنة بخدمة مذبح البخور والمنارة والمائدة المقدسة؛ وقدس الأقداس حيث يوضع تابوت العهد، رمز الحضور الإلهي. خيمة الاجتماع هي مسكن الله وسط شعبه (خر 25:8)، والمكان حيث يمثل الشعب أمام الله، فيقدمون له الأضاحي، ويرفعون له الصلوات ويصغون إلى تعليم الكهنة والمعلمين. المعبد محور الحياة الروحية. لا يكفي احتلال الأرض والسكن فيها، ولا استقرار حقيقي من دون المعبد.

~تأمل في النص ~

لا إنسان من دون حياة روحية ومعبد منذ بداية الحضارة البشرية. يعترف علماء الاجتماع والنفس والأنثروبولوجيا جميعهم بأن في الإنسان بُعدًا روحيًا لا ينبغي أن يُهمل. الحياة الروحية هي محور الحياة البشرية، ولا يصل الإنسان إلى الاستقرار النفسي إلاّ بتلبية حاجات الإنسان الروحية. لذلك علّم المسيح: “أطلبوا أولاً ملكوت الله...” (مت 6:33) الأرض من دون معبد ستكون “خربة وخالية”، والإنسان من دون حياة روحية سيكون إنسانًا غوغائيًا وحياته فارغة. مثل الغني الغبي الذي أعطاه المسيح معبّر وينطبق على هذه الحالة (لو 12:13–20). هذا الغني حسب حسابًا لكل شيء في حياته إلاّ الحاجات الروحية. وصل الوقت وتركها كلها، بل وخسر حياته. “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه” (مر 8:36). إن تلبية حاجات البُعد الروحي في حياتي تجلب لي الاستقرار النفسي والطمأنينة. ما أجمل أن نركّز على النواحي المهمّة في حياتنا.

~الفكرة الرئيسة ~

الحياة الروحية هي محور الحياة البشرية إن اهتمينا بها وحَّدنا الطمأنينة والاستقرار النفسي، وإن أهملناها راحت حياتنا إلى الخراب.

~صلاة ~

إلهي! أعترف لك بأن هموم العالم الحاضر تسيطر عليَّ وقد أخذت كل جهدي وطاقتي، لذلك فأنا أعيش جوًا فوضويًا غوغائيًا وينقصني الاستقرار والطمأنينة. أعِنِّي إلهي لألبي حاجاتي الروحية لكي يعود إليّ الاستقرار.

~قرار اليوم ~