مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يفيدنا كاتب السفر بأن يشوع استطاع أن يحتل كل أرض الميعاد وأنه قسّمها على بني إسرائيل ووزعها عليهم. وبذلك، تكون مهمته قد انتهت وتحقق الوعد، وتوقفت الحرب
(يش 11:23). لكن النص أعلاه يقول أن يشوع شاخ وبقيت أراضٍ كثيرة للامتلاك وعلى بني إسرائيل أن يستمروا في الحرب حتى احتلالها ويكون بذلك وعد الله قد تحقق. وعند التدقيق في التفاصيل، نجد أن الأرض التي بقيت للامتلاك هي موجودة في كل أقسام أرض الموعد. وعندما نقرأ العهد القديم نجد أن الكنعانيين لم يزولوا نهائيًا من بين بني إسرائيل. فهل في الأمر تناقض؟ كلا، بل الكاتب أبرز هذا “التناقض” لهدف. يوجد رأي يقول بأن يشوع احتل حدود الأقسام التي وزّعها على بني إسرائيل لكن بقي الكنعانيون في داخلها، وعلى الشعب أن يستمروا في الحرب بعد يشوع ليُخرجوهم منها. ورأي آخر يرى في الصورة بُعدًا لاهوتيًا في هذا الكلام، الحرب لا تنتهي وتبقى أرض الموعد هدفًا يسعى بنو إسرائيل لتحقيقه ما داموا على قيد الحياة. إذا وضعنا جانبًا النظرة التي ترى بأننا أمام نص مُركَّب جُمع من مصادر مختلفة، قد يكون الرأي الأول صحيحًا بالبُعد التاريخي، والرأي الآخر صائبًا بالبُعد اللاهوتي. الحقيقة التاريخية التي نلمسها من نصوص العهد القديم هي أن الحروب لم تتوقف في إسرائيل حتى زوال إسرائيل في السبي بقسميها الشمالي سنة 722 ق.م. والجنوبي سنة 586 ق.م.

~تأمل في النص ~

لا يظنَّنَّ أحد أن المؤمن يصل إلى وضع السلام في حياته المسيحية وأن الحرب الروحية تتوقف! الحرب معارك، وقد يوجد فترات من السلام بين المعارك، لكن الحرب تستمر. الحياة المسيحية جِهاد روحي مستمر هدفه الوصول إلى صورة الإنسان قبل السقوط، أو حتى تتكوّن صورة المسيح في المؤمن المجاهد (غل 4:19). نحن نعيش في عالم معادٍ لله ويحاول أن يمنع عنا الحياة بحسب قِيَم الإنجيل، لذلك فالجهاد الروحي مكتوب علينا، هذا عدا عن الصعوبات التي نسببها لنفوسنا بسبب ضعفنا وابتعادنا عن الله، ومواجهتها تأخذ منا جهدًا كبيرًا. وأفضل معين لنا في جِهادنا هو التغذي بكلام الله والإشتراك الدائم في الإفخارستيا، فهما مصدران مهمان للطاقة الروحية التي نعيش عليها في حياة الإيمان.

~الفكرة الرئيسة ~

الحرب الروحية لا تنتهي، لأن العالم الشرير يُعيق تحقيق إرادة الله في حياتنا. قد تأتي فترات سلام بين معركة وأخرى، لكن الجهاد الروحي هو خُبزنا اليومي.

~صلاة ~

إلهي! أريد أن تتكوّن فيّ صورة المسيح، وتوجد معوّقات كثيرة عليّ أن أواجهها، فتعال إليّ وأعنِّي في جهادي الروحي حتى أحقق تقدمًا ملموسًا.

~قرار اليوم ~