مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~
مجموعة من النسوة تَركْن مالهنّ وراءهنّ، أرضهنّ ومعارفهنّ وكلّ ما شكّل صمّام الأمان في حياتهنّ وتبعن معلّمًا (لو 23: 55) حتّى رمقه الأخير إلى أن شاهدْنه مصلوبًا وميتًا ومكفّنًا، وفهمنَ قيمة هذا الجسد المقتول فتبعنه حتّى القبر لإحاطته بالمراسم التي تليق به. هؤلاء النسوة سيتوّجْن “أسيادًا” للبشارة وستُخلّد أسماؤهن في صفحات الأناجيل (آ 10) كشاهدات على أعظم حدث في التاريخ ولن يخفن من إعلان اللاّمعقول على الرغم من إتّهامهنّ بالوهم والتأليف (آ 11). قلب البشارة الذي أعلن أوّلاً إلى أتباع يسوع (آ آ 11، 12، 34) هو هذا “ما هو هنا، بل قام” (آ 6). المسيح المتألّم هو الآن المسيح القائم من الموت والسيّد، (أع 2: 36) والابن الممجّد الذي سيسكب وعود الآب (أع 1: 4) على كلّ من سيعرفه عند كسر الخبز. إنّ الفكرة الأساسيّة التي نستخلصها من هذا النصّ هي الصعوبة التي اعترضت حتّى التلاميذ لتصديق حدث القيامة على الرغم من إنباء الربّ المسبق بحدوثه (آ آ 6–7). بهذا الحدث شرّع المسيح أبواب الملكوت أمام اعتراف لصّ اليمين أوّلاً (لو 23: 34) ثمّ أمام كلّ من تجرّأ على الإيمان بمخلِّص مرذول ومتألِّم هو المسيح المنتظر ظهر مهزومًا أمام أعين غير المؤمنين ثمّ أظهر ذاته فقط إلى المؤمنين دائسًا على جميع أعدائه (لو 20: 43) وأوّلهم عالم الظلمة والموت.
~ تأمل في النص ~
يا لإيمانهنّ! هؤلاء النسوة اللواتي صار اسم شهرتهنّ “اللواتي تبعن يسوع من الجليل”. لم يعدْن يعرفْن أرضهنّ ولا بيوتهنّ ولا عائلتهنّ بل صار المسيح موطنهنّ ومكان إقامته موضع راحتهنّ وتعليمه وصاياهنّ، لم يتركْنه في حياته ولم يتركْنه على صليبه وإلى قبره رافقْنه ولقيامته شهِدنَ أمام تشكيك التلاميذ في صدقهنّ. لولا إيمانهنّ لما ظهر لهنّ الملاك وسلّمهنّ أعظم خبر في تاريخ البشريّة: لقد سُحق الموت الذي كان أكبر عدوّ للإنسان وانفتحت أبواب الحياة الأبديّة، فلا جدوى من التفتيش عن الحيّ بين الأموات. إن كانت معاينة صليب المسيح دعوة للتوبة والارتداد فإنّ معاينة القيامة هي دعوة إلى الفرح والتبشير، وحول ذلك، أعلن بولس “إن كان المسيح ما قام، فتبشيرنا باطل وإيمانكم باطل” (1كور 15: 14). في فجر الأحد، انطلقت حملة البشارة رفع رايتها أوّلاً فريق النسوة “اللواتي تبعن يسوع من الجليل”، وصارت حاملات الطيب بذلك أولى رسل البشارة لأنّهنّ لم يجزعْن ولم يتخلّيْن عن من أسر كلامه ألبابهنّ، لبسهنّ فرح القيامة فذهبن يعلِنّ غلبة الموت أمام من لبسهم الحزن واليأس.
~ الفكرة الرئيسة ~
من يتبع يسوع لا يخزى حتّى ولو اختبر موت الجسد لأنّ من داس الموت وجعله ساعة مجده جعلنا أحياء معه وإن مُتنا.
~ صلاة ~
مع القائم من بين الأموات، أصرخ وأرنّم بأعلى صوتي: أين غلبتك يا موت أين شوكتك يا جحيم؟ آمين.
~ قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

The Otherness of God

Stop Hustling, Start Earning: What Your Rest Reveals About Your Relationship With God's Provision

BEMA Liturgy I — Part D

Dare to Dream

Receive

The Way to True Happiness

21 Days of Fasting and Prayer - Heaven Come Down

Uncharted - Navigating the Unknown With a Trusted God

Loving Well in Community
