مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

نحن هنا في صدد رواية ثانية لترقية شاول إلى الملكيّة. أمّا جديدها فهي أنّـها ليست سرّيّة، كتلك التي جرت في ١صم 9: 27، كما يبدو أنّ صموئيل لم يلتقِ قط بشاول. لذلك، فإنّ هذا المقطع يتبع سرديًّا الفصل الثامن، بحيث يتمّم صموئيل ما طلبه منه الربّ في ١صم 8: 22 فيقوم بعرض مقتضب لما فعله الربّ مع شعبه وكيف أنّ هذا الأخير رفض مُلكَ إلهه عليه.

أمّا اختيار شاول فيبدو مركّبًا من روايتين مختلفتين: فالأولى، تروي أنّه انتُخب بالقرعة (آ آ 20 – 21)، أمّا الثانية فيُمحى دور صموئيل، ليأخذ مكانه الشعب في اختيار ملكهم (آ آ 22 – 23).

ينتهي النصّ بعرض صموئيل لحقوق الملك إزاء الشعب. فإذا كان قد بدأ حفل التتويج بتذكير الشعب بعدم أمانته لله في الماضي، ها هو يصف الآن حاضره ومستقبله وما سيتأتّى عليه من النظام الملكيّ.

~ تأمل في النص ~

لا بدّ من التمييز بين مسحة الملك وتتويجه. ففي حين أنّ التتويج الذي رأيناه في هذا النصّ هو عمل سياسيّ يؤهّل الملك لإقامته حاكمًا، أمّا المسحة بالزيت والتي جرت في 10: 1، فهي رتبة دينيّة تجعل من الملك ممثّلاً لله أمام الشعب.

لقد جسّد صموئيل هذه الفكرة اللّاهوتيّة إذ دوّن حقوق الملك في كتاب ووضعه أمام الربّ، لكي يُفهمه ويُفهم الشعب أنّه عليه أن يعمل حسب أوامر الربّ وألاّ يتفرّد في السلطة.

~ الفكرة الرئيسة ~

يشير هذا النصّ إلى روايات متداخلة ومتناقضة حول قضيّة ترقية الملك الأوّل على الشعب المختار. ممّا يعكس انشقاق الشعب حول الملكيّة، وهذا ما سنراه مباشرة بعد رواية التتويج، إذ سينقسم الشعب بين مناصرين من جهة ومعارضين من جهة أخرى (10: 26 – 27).

~ صلاة ~

عندما كان بيلاطس يستجوب يسوع قبل أن يحكم عليه بالموت، قال له يسوع: “لو لم تُعطَ السُّلطانَ مِن عَلُ، لَما كانَ لَكَ علَيَّ مِن سُلْطان”. فيا ربّ، أنر عقول جميع الرؤساء، الدينيّين والدنيويّين، واجعلهم يدركون أنّ سلطانـهم على الشعوب ليس سوى وكالة من لدنك ليكونوا ممثّلين لك أمامهم.

~ قرار اليوم ~