(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
سمع يوحنَّا المعمدان من تلاميذه عن كلِّ ما يقوم به يسوع، فأوفد اثنَين منهم ليسألاه إنْ كان هو الآتي أم عليهم أن ينتظروا آخَر. نستغرب هذا السؤال في نهاية حياة يوحنَّا المعمدان، إذْ أعلن قبلًا أنَّ يسوع هو "أقوى منه؛ يُعمِّد بالروح القدس والنار" (مت 3: 11)، وأنَّه "حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم"، وأنَّه "ابنُ الله" (يو 1: 29 و 34). في الواقع، كان يوحنَّا المعمدان، على مثال التقليد اليهوديّ، ينتظر مسيحًا حاملًا الفأس والمذرى، يقطع الشجرة التي لا تثمر ثمرًا طيِّبًا، يلقيها في النار، ينقِّي بيدره فيجمع القمح وُيحرق التبن بنار لا تطفأ (مت 3: 10 – 12). فإذا به يُنادي بالمسامحة والغفران والمصالحة والمحبَّة، ويجترح المعجزات ويرأف بالمرضى والممسوسين...
بعد أن قام يسوع بشفاءات متعدِّدة تذكِّر بانتظار إشعيا النبيّ، أعطى لتلميذَي يوحنّا المعمدان برهانًا تصاعديًّا: العُميانُ، والعُرجُ، والبُرصُ، والصُّمُّ، والموتى، والمساكينُ يبشَّرون. بدأ بالشفاءات من العاهات الجسديَّة وصل إلى إقامة الموتى؛ وَهل هناك أكبر من أعجوبة إحياء موتى؟ تبشير المساكين أكبر منها. لماذا؟ إذا شُفي الأعمى أو الأبرص فقد يطرأ عليه حادث يُعيده إلى حالته السابقة؛ وإنْ عاد الميت إلى الحياة فإنَّه سيموت مجدَّدًا. أمّا إذا بُشّر المسكين فلا شيء ينتزع منه السلام الحقيقيّ: إنّه جوهر عمل يسوع المسيح.
تأمل في النص
قيل إنَّ منطق الله يختلف عن منطق البشر. يمكن نقض هذه المقولة إذا تغيَّر منطق البشر وصار مطابقًا لمنطق الله. أراد اليهود مسيحًا عاصفًا فجاء هادئًا وناعمًا كما اكتشفه النبيّ إيليَّا (1مل 19 : 11 – 12). جاء يسوع لا يكسر قصبة مرضوضة ولا يُطفئ فتيلًا مدخِّنًا، فقتلوه. واليوم، إذا سألوك عن يسوع إنْ كان هو الآتي، فبماذا تُجيب؟ ما هي البراهين التي تُعطيها؟
أعطى يسوع براهين حسيَّة وملموسة بالشفاءات وبإحياء الموتى. رفض اليهود تصديقها وأعلنوا أنَّه مُشعوذ وببعلزبول رئيس الشياطين يعمل معجزاته. أعطى يسوع براهين روحيَّة غير ملموسة: تحرير المكبَّلين، تبشير المساكين، تطويب الفقراء بالروح... ولكنَّها تبقى غير ملموسة، ووُصِفَت بأفيون الشعوب. يبقى فقط الإيمان: "هَنيئًا لِمَنْ لا يَفقِدُ إيمانَهُ بي"، بهذه التطويبة أنهى يسوع برهانه ليوحنَّا المعمدان. بمعنى آخر، منطق البرهان هو منطق التلاميذ وخاصَّة توما: يريدون أنْ يرَوا الآيات ليؤمنُوا أنَّه المسيح المنتظر؛ أمَّا المنطق الإلهيّ الإيمانيّ فيقول مع يسوع لمرتا: أما قُلتُ لكِ إنْ آمَنتِ تَرَين مجدَ اللهِ؟ (يو 11 : 40). أنتَ آمنْتَ ولم تر؛ لكنَّك إنْ آمنْتَ ترَ.
الفكرة الرئيسة
عجائب يسوع محطَّات تنقلنا من المعطيات الخارجيَّة إلى الجوهر الإيمانيّ الذي يُعلن أنَّ يسوع هو المسيح المنتظر.
صلاة
في كثير من الأحيان، أتجادل معك يا ربّ، أخاصمك، أتذمَّرُ عليك... كثيرًا ما أتعزَّى بهذه الحالة إذ أعتبرها انتفاضة اْلمُحبِّين، لأنِّي أحبُّك... لكنَّ الحقيقة هي أنِّي خاصمتُك لأنَّك لستَ كما أريد. إجعَلْني يا ربُّ أنْ أكون كما تريد أنتَ، فأتناغم معك.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

Evangelistic Prayer Team Study - How to Be an Authentic Christian at Work

Romans: The Glory of the Gospel

BEMA Liturgy I — Part C

Connect With God Through Reformation | 7-Day Devotional

Loving Well in Community

Go

Journey Through Genesis 1-11

Revelation | Reading Plan + Study Questions

The Journey of Prayer
